فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
آل تليد الأستشارات وتطوير الذات |هنا الأستشارات | | النفسيه والاجتماعيه | | فن النجاح وتطوير الذات | | التنمية البشرية| | حياتنا صفحة بيضاء | |ونحن بفكرنا وعملنا | | نملأها ألواناً زاهية مبهجة | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
فلسفة العقلية
للفلسفة العقلية أهمية بالغة في حياة الإنسان وذلك لِما لها من أثر في شحذ الذهن.. فلا يزال الإنسان جاهلاً مادام مُعرض عنها أو غافل لها.. صحيح أن أكثر الناس لا يحفلون بها ولكن ذلك إنما هو بسبب عجزهم عن إستيعابها.. لذلك أرتأيت أن أضع بين أيديكم درس في هذهِ الصناعة لعل أحدكم يشمر في البحث عنها ويبدأ بمزاولتها.. فأقول : أن اعضاء الإنسان تزداد بالتمرين قوةً ودُربةً على الأعمال.. حتى لقد يبلغ ذلك من بعض الناس مبلغًا يوهم الناظر أن الطبيعة قد أفردتهم بموهبة خاصة.. وانظر في ذلك إلى أجسام المصارعين ومعتادي الأعمال الشاقة.. ترَ أبدانهم قوية صلبة وعضلهم شديدة مكتنزة حتى أن منهم من يصارع الاسود والثيران فيصرعها.. وترى الذين يزاولون الألعاب الرياضية فيهم من لين المفاصل وسهولة الحركات ما لا تراه في سواهم.. فينطوي أحدهم على نفسه كيف شآء ويحرّك أطرافه إلى كل جهة حتى تتوهم أن مفاصلة مخلَّعة وان عظامه من خيزران.. وقس على ذلك أصحاب كل صناعة من الصنائع اليدوية.. فأنك ترى فيهم من المهارة والخفة مالا يستطيعه متكلف تلك الصناعة مهما كان عنده من الحذق وسرعة التناول.. مالم يمارسها ممارسةً طويلة يمرن عليها وتصير ملكةً فيهِ.. وحسبك من ذلك ماُيُرى من أصحاب المثاقفة أي الملاعبة بالسلاح والمولعين بالصيد ورمي الرصاص.. فأن منهم من يضرب إسطوانة الحديد فيبريها بري القصب ومن يعلّق خيطًا بطرفه حجرًا ثم يطلق الرصاص على الخيط قيقطعه.. ومما يُروَى عن بعضهم أنهُ رمى تسع رصاصات على ساق شجرة فلم يُرَ إلا أثر رصاصة واحدة.. فلما نُشرت الشجرة اذا الرصاصات التسع منتظمة في جوفها الواحدة فوق الأخرى والأحاديث في مثل ذلك كثيرة مشهورة.. ولكن هناك أمرًا آخر هو أخفى سريرةً وقد لا ينتبه لهُ إلا القليل من الناس.. وهو أنك إذا تتبعت أفعال الحواس من البصر والسمع وغيرهما.. وجدت بينها من التفاوت في القوة والضعف ما لا يقلّ عن مثل ما ذُكر بين سائر الاعضاء وان كانت الحواس نفسها متساويةً في أصل البنية.. وذلك أن من يزاول الأعمال الدقيقة كالجوهري والنقاش يكون بصرهُ أقوى على ادراك دقائق المنظورات من البناء.. والنجار مثلاً وهذان يكونان أقرب إلى تمييز الإستقامة والاعوجاج في السطوح والخطوط من الصائغ والخياط وهلمَّ جرَّا.. وذلك تبعًا لما يزاوله كل واحد من أولئك بحيث تكتسب حاسته قوةً يدرك بها من أول نظرة ما لا يدرك سواه بعد التأمل والأستثبات.. على أن الحواس لا تُخلق كاملةً في الإنسان ولا تظهر قواها إلا بعد التمرين والإستعمال.. فيكون البصر مثلاً مع تمام آلته غير قادر على إدراك المبصرات لعدم تعيُّن مقرّ البصر في الدماغ.. إذ هو إنما يتعين بعد الممارسة والتكرار وأُلفة الأشياء المبصرة على التدريج.. قالو ولا يتم ذلك في الطفل إلا في الشهر الثاني من مولده.. كما يستدل عليه من أنك إذا هوّلت عليه قبل ذلك بيدك لا يطرف بجفنه ولا يظهر منه ما يدل على أنه شعر بمرور يدك أمام عينيه.. مع أن ذلك من الأفعال القسرية في كل إنسان حتى أنه لا يستطيع أن يضبط جفنه من أن يطرف إلا في أحوال مستثناه يتكلف فيها ذلك عمدًا.. وكذا أمر السمع فأنه لا يتم فيه إلا بعد أن تمرن أذنه على الأصوات إلى أن تقع مواقعها منه وتتميز له.. إلا أن السمع أسرع تماماً من البصر لأنه يظهر فيه بعد ثلاثة أيام بدليل ما يُرى فيه إذ ذاك من الأُنس بالمناغاه والارتياع من الاصوات الشديدة.. وقس على ذلك بقية الحواس بحيث أنه لا يتم حسها إلا بعد توارد المحسوسات عليها وإنطباع أثرها فيها مرةً بعد أخرى إلى أن تألفها.. إلا أن هذا القدر من تمرين الحواس غير كاف لأن يبلغها حقيقة كمالها ويستخرج كل ما أُودع فيها من الإستعداد.. ولكن مبلغ ما تنتهي إليه الحس الفطري الذي يستوي فيه الإنسان وغيره من الحيوان.. بل قد يكون في بعض الحيوان أكمل منهُ في الإنسان كالشمّ في الكلب والبصر في البازي وغير ذلك مما يتسلسل إليه الأرث.. وإنما بلغ الحيوان هذه المنزلة من قوة بعض الحواس لإعتماده عليها في تعرّف المحسوسات وكثرة تمرينه لها واستقصائه في تتبع مداركها.. حتى أتى على آخر ما في طوقها وهي القاعدة الطبيعية في تقوية أعضاء الحسّ وغيرها.. وبمقدار ما تمرن على الأفعال الخاصة بها تكون أقرب من الكمال ويكون الإنتفاع بها أتم.. |
05-07-2017 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: فلسفة العقلية
|
|
نحن لا نملك عصى سحريه لنصلح الماضي.. ونرسم المستقبل كما نريد .. ولكن نسطيع بإيماننا القوي بالله الرضى بما كتب .
|