بقلم الشيخ /إبراهيم الدويش

[FONT="Arial"][SIZE="7"][COLOR="Blue"]صبرًا ..يا رجال الهيئات !

الظلم والإشاعات والإرجاف وعدم التثبت وتمحيص الأخبار، وتهويل الأخطاء، يبدو أنها أصبحت صفات لصيقة بكل مركز أو رجل هيئة، مع أن النص القرآني صريح وواضح جدًا: )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ(. نعم تصيبوا قومًا بجهالة، إنهم قوم وأي قوم! رجال عاملون، مخلصون، غيورون، بالمعروف آمرون،وعن المنكر ناهون، لأوقاتهم باذلون، ومن أجل الحفاظ على الأعراض ساهرون . ارجعوا لدفاتر المحاكم الشرعية، ومحاضر المراكز الأمنية، انظروا في سجلات المحافظات، وشعب مكافحة المخدرات، ستندهشون من كثرة الأرقام والإحصاءات، فكم من غافل ذكّروه ، ومدمن أنقذوه، وعيب بيت ستروه، وسحر كشفوه، وفِلْمٍ خليع خالع أحرقوه، وكم من شاب من أوحال الزنا واللواط أنقذوه ؟!كم من بدعة أماتوها، وخرافة فضحوها، وفضيحة ستروها،وكم من فتاة أدركوها أعانوها، ومن حبائل ذئاب البشر أنقذوها،فهل جزاؤهم بعد كل هذا ما تقرأون ؟ بأشنع الاتهامات يوصفون،مجرمون،متزمتون،غامضون،فإنا لله وإنا إليه راجعون، وصبرًا يا رجال الحسبة، أيها العاملون،حسبكم أن الله يعلم ما تصنعون،وأنكم بين يدي الله واقفون، وعندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. إننا نكرر دائمًا ونؤكد أن رجال الحسبة بشر يخطئون، يضعفون ويفترون، ويذنبون ويعصون، وللنصح والتذكير محتاجون،بل ليحاسب المخطئ ويعاقب المقصر، لكن بعد التثبت وبالعدل والانصاف، وليس بمجرد الظنون والقيل والقال. وأنا على يقين أن الكثير من الشانئين والشامتين بالهيئات ورجالها، لم يكلفوا أنفسهم بزيارة لرجال الحسبة العاملين، فلم يسمعوا منهم،ولم يجلسوا معهم،بل ربما لا يعلمون ماذا يعملون؟ أكبر علمهم أنهم أصحاب لحى، بأيديهم عصى، يهددون ويضربون عند الخطأ ؟! أو يسمعون المواقف تحكى،والقصص تروى،والناس يقولون ويتناقلون، وربما صحت بعض الروايات؟ لكن أليس لها ملا بسات؟ فإلى متى يُحكم على الآخرين من خلال حديث المجالس وأقوال الناس!! أو بم يكتب بالصحف والمجلات، دون تمحيص وإثبات. ولو تقابلنا وتحاورنا، لظهرت الحقائق وصفت النفوس.وكل منصف يعلم أن للهيئة دورًا كبيرًا لا ينكره إلا مكابر أو جاحد، إنها بدون مبالغة صمام الأمان، وحصن الإسلام الحصين، والدّرع الواقي من الشرور والفتن، والسياج الذي يحمي من المعاصي والمحن، رجالها يحمون أهل الإسلام من نزوات الشياطين، ودعوات المبطلين، ويحفظون حرمات المسلمين، فهل نتركهم فريسة سهلة لأهل الشهوات، دون أن ندفع عن أعراضهم ولو بكلمات، وننصرهم ولو بدعوات، فهيا قبل أن تغرق سفينة مجتمعنا، فقد كثر المخرقون والمجاهرون،والواقع يصرخ بنا ويقول:إن لم نقم بفريضة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فسيكون الأمر بالمنكر،والنهي عن المعروف ولا بد، فإن لم نقم بواجبنا، فعلى أقل تقدير لنكن عوناً للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر،ولو بأن تُمسك عليك لسانك إلا من خير، فرسول اللهe قال لأبي ذرّ كما عند مسلم:" تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ".أخي ولا نرضى لك بحال أن تنحاز إلى فئة المستهزئين الساخرين الذين توعدهم الله تعالى فقال:)إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ(. وقال:)وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ()لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ(.أما أنتم يا رجال الهيئات فصبرًا، وكان الله في عونكم.

بارك الله فيك اخي المحقق
على الطرح المميز
تقبل مروري

بارك الله فيك اخي ابو ثانيه

والف شكر على المرور الاكثر من رائع