الفرق بين الإتيكيت والبروتوكول

بقلم: أمل الكناني
تدقيق: الدكتور سعيد الكردي

من منا لم يتعرض لمواقف وقف فيها حائراً أي التصرفات أفضل؟ ستجد أن فنون الإتيكيت والبروتوكول تجيب عن تلك الأسئلة وتزيل عنا حيرة التصرف أثناء التعامل مع الآخرين لتحقيق تواصل فعّال وبناء العلاقات، إن التعامل مع الآخرين وتقديرهم بذوق ولباقة ليس مجاملة أو محاولة لإرضائهم وإنما إضافة قيمة إلى شخصك وصورتك في عيون الآخرين، إنهم يرونك جميلاً من خلال تعاملك بأسلوب لبق وراقٍ وأحيانًا بإتباع قواعد البروتوكول.

الهدف من الإتيكيت والبروتوكول هو جعلك تشعر بالارتياح في أي موقف ومن ثم يمكنك نقل هذا الشعور المريح للآخرين.

في هذا المقال سنتحدث عن كل ما يخص تلك الفنون، وبعد قراءتك له ستكون قادر على الإجابة على:

ما هو مفهوم الإتيكيت والبروتوكول؟
ما هي أهم الفروقات بين الإتيكيت والبروتوكول؟
ما هي قواعد الإتيكيت والبروتوكول؟
ما هي أهمية وتأثير الإتيكيت والبروتوكول على جودة الحياة؟
مفهوم الإتيكيت والبروتوكول:
أولا الاتيكيت:

يُعرف بأنه “فنّ الخصال الحميدة” أو “السلوك بالغ التهذيب” وتتعلق قواعد الإتيكيت بآداب السلوك، حيث يُشير الإتيكيت إلى مجموعة من القواعد والتصرفات الاجتماعية المتفق عليها في مجتمع ما، ويهدف إلى تحديد السلوك المقبول والمناسب في مختلف السياقات والمواقف الاجتماعية والمهنية والعائلية.

يُعد الإتيكيت إرشادًا للأفراد حول كيفية التصرف بأدب واحترام في العلاقات الشخصية والمهنية، ويشمل مواضيع مثل: التحية، اللباقة، اللباس الملائم، تناول الطعام، التواصل اللفظي وغير اللفظي.

ثانيًا البروتوكول:

البروتوكول هو القواعد والإجراءات التي يتبعها الأفراد في مواقف رسمية أو مناسبات خاصة، يهدف إلى تنظيم التفاعلات الاجتماعية في سياقات هامة، مثل اللقاءات الدبلوماسية، والفعاليات الرسمية، ويشمل: قواعد ترتيب الجلوس، السلوكيات التي تعبّر عن الاحترافية والاحترام في المواقف الرسمية، تحديد الخطوات التي يجب اتباعها في تسلسل زمني (توقيت بداية ونهاية المناسبة أو الحدث)، كيفية تلقي وتقديم الهدايا بطريقة ملائمة واحترافية، التخطيط وتنظيم المؤتمرات والفعاليات بشكل ملائم.

من أول من وضع قواعد للإتيكيت:
زرياب مٌكتشف الإتيكيت والبروتوتكول
مصدر صورة زرياب مٌكتشف الإتيكيت pinterest

هل خطر ببالك يومًا أول من وضع تلك القواعد؟!

“زرياب” أو ” أبو الحسن علي” هو مبتكر فن الذوق العام والذي يسمى اليوم بــ”فن الإتيكيت والبروتوكول”، حيث كان حلقة وصل هامة في نقل السمات الأخلاقية والسلوكيات الشخصية الايجابية التي تعطي رونقًا خاصًا للتعاملات بين الأشخاص والمنظمات والمجتمعات.

الفرق بين الإتيكيت والبروتوكول:
يبين الإتيكيت والبروتوكول طريقة التعامل الصحيح في كل من الأعمال، والمواقف لترك انطباع جيد، كما يبين كيفية التعامل مع الآخرين، مع الأخذ بعين الاعتبار الاختلافات في الثقافة ،المنطقة الجغرافية ،وتاريخها.

ان تناغم بين الإتيكيت والبروتوكول يشكل مجتمعاً متكاملاً فيه القواعد والسلوكيات التي توجه السلوك لتحقيق التوازن لكن توجد عدة فروقات بين الإتيكيت والبروتوكول.

تعرف على الفرق بين الإتيكيت والبروتوكول في الجدول أدناه:

الجانب الإتيكيت البروتوكول
السياق فن إدارة الحياة العامة بكافة جوانبها المختلفة. حيث يتجه الإتيكيت نحو الأمور الخاصة. يقوم بالتركيز على بعض القواعد العملية في الإطار الدبلوماسي الدولي. حيث يتجه البروتوكول نحو العلاقات الرسمية.
التنظيم يقوم بتنظيم تصرفات الفرد أمام الأفراد الآخرين. يقوم بتنظيم تصرفات الأفراد الآخرين أمام الفرد
درجة الرسمية يمثل آداب التصرفات والسلوكيات الجيدة التي تخص المجموعات المحددة كالأسرة أو العمل وغيره. يمثل مجموعة من الأنظمة، والالتزامات، والإجراءات في العلاقات الرسمية.
الزي واللباس يتحكم بنوع اللباس من حيث اللون والشكل ونوع القماش المستخدم. الالتزام باللباس الرسمي في حفلة رسمية على مستوى عالي.
التطبيق تطبيق الإتيكيت اختياري، وهو فن إظهار التصرف شديد التهذيب والسمات الحسنة بين الأشخاص في المجتمعات. يطبق في المعاملات الرسمية خاصة بالدول سواء كان في الزيارات، والمقابلات، والأسبقية في الحفلات العامة، ويقوم بالالتزام بالقواعد المتعارف عليها في هذه المعاملات، وهذه القواعد إجبارية وغير اختيارية.
أهمية معرفة الإتيكيت والبروتوكول:
أهمية معرفة الإتيكيت والبروتوكول
مصدر صورة pinterest

وضع فن الاتيكيت والبروتوكول عدة أسس هدفها تنظيم علاقة الإنسان بالإنسان والأشياء المحيطة به، وقد حرص على أن تكون هذه الأصول مقبولة اجتماعياً ولائقة لدى الناس. علماً بأن اللياقة هي الملاءمة بين سلوك الإنسان وسلوك غيره، بحيث يكون سلوك كل فرد في حياته متسماً بالأدب في تعامله مع الغير.

إن الالتزام بأصول الإتيكيت في أي ظرف أو أي مكان يحمي الشخص من الهفوات والإساءات في أي مكان لأن أي تصرف أو سلوك قد يعطي صورة عن ذاتك جيدة أو سيئة، ليس هناك أدنى شكّ في أن تطبيق مبادئ الإتيكيت يقدّم الدليل القاطع على احترام الإنسان لنفسه. فالإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه وهو يميل إلى المشاركة والعيش ضمن الجماعات البشرية، وعليه أن يتعلّم ممارسة السلوك السليم والالتزام بالقواعد والمبادئ التي تنظم هذا السلوك.

هل أنت تطبق الإتيكيت والبروتوكول:
يظهر الإتيكيت كفن يلتقط جماليات التفاعل الإنساني والعلاقات الشخصية، يركز على السلوك الحسن والأخلاق. الإتيكيت يتيح للفرد تجنب الحوادث الاجتماعية المحرجة ويعزز فهمه لحاجات الآخرين التي تشمل: التحية اللطيفة، وتقديم الشكر، والإنصات الفعّال لتحقيق التناغم بين الأفراد.

أما البروتوكول فيتسم بالرسمية، فهو يعتني بتنظيم الإجراءات والترتيبات في المواقف الرسمية، يشمل البروتوكول قضايا الأولويات والترتيب الهرمي، ويوجه السلوك في الفعاليات الرسمية، فهو يحدد لباس الشخص ووقت وصوله وغيرها من التفاصيل التي تعكس الاحترام والالتزام، البروتوكول يشكل الإطار الذي يمكن من خلاله تحقيق التنظيم السليم في المؤسسات والدوائر الحكومية، البروتوكول للغة الاحترام في المواقف الرسمية.

يمكنك التمييز إذا كان لديك فن الاتيكيت والبروتوكول أم لا عن طريق 5 أسئلة تطرحها على نفسك:

الاسئلة نعم لا
الاتيكيت
هل تستخدم التحية المناسبة عند المقابلات؟1-

هل تحترم آراء الآخرين؟1-

هل تستخدم قواعد الطعام؟-

هل تهتم بنظافتك الشخصية وتنسيق الملابس؟-

هل تتحدث بلباقة وتستخدم لغة جسدك بشكل ملائم؟-

البروتوكول هل تتأكد من التحضير الجيد قبل المشاركات الرسمية؟-
هل تفهم قواعد ترتيب الجلوس في المناسبات؟-

هل تلقي التحية بشكل لائق مع الشخصيات الرسمية؟-

هل تحافظ على هدوئك في المواقف الدبلوماسية الصعبة؟-

هل تلتزم بمواعيدك، وتتصرف بلباقة في حالة الانتظار؟-

ولا تنسي تجربة مقياس مهارات الإتيكيت الشخصي مجانا من منصة إرساء للإستشارات التدريبية “مدة الاختبار دقيقتين”.

علاقة الإتيكيت والبروتوكول بجودة الحياة:
“الذوق واحترام الآخرين هو مرآة لشخصياتنا.” -أندريه موروا

أنت الآن تعي أهمية فن الإتيكيت والبروتوكول في الحياة، وأيضًا تعرف جيدًا الفرق بين الإتيكيت والبروتوكول، لكن ما لا تعرفه هو أن عدم اتباعك لقواعد هذا الفن قد يؤثر على جودة حياتك وسعادتك. بمعنى أن التزامك بقواعدها سييسر لك الحياة التي تحلم بتحقيقها.

تذكر أن الإتيكيت والبروتوكول ليس رفاهية وليس فقط مجموعة قوانين تحدد السلوك، بل هو نمط حياة وفنّ.

الإتيكيت والبروتوكول هي الطريقة التي نستطيع من خلالها ملامسة الشخصيات قبل التحدث معهم.

أختم بمقولة جيمسون فورد وهي: “أن الإتيكيت والبروتوكول ليست مجرد كلمات نقولها، بل هي أفعال نقوم بها وقرارات نتخذها في حياتنا اليومية”.

ايلاف معجب بهذا

،’
بارك الله فيك ونفع بك
أختيار راقٍ ومميز دائما مثل ماعهدناك ،
كل الشكر على ماقدمت واخترت
دمت ودام قلمك نابضاً بالإبداع
شاكرة لك جهودك المثمرة
والله يعطيك العافية ،,