فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
أقْـــلآم حُـــرّة هنا القلم الحر | جميع ابداعات | الاعضاء| الشخصية| |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||
|
||||||||
النظرية العقلية الأخلاقية
التجاهل يؤدي إلى الجهل ، والتجاهل يعني عدم الرغبة بالمعرفة ، وعدم الرغبة بها بحد ذاته استكبارٌ على الحقيقة وعلى الآخرين ، ومن هنا نفهم العلاقة بين التكبر والغباء و الجهل و سوء النية وضعف المنطق وحب التسلط وتضخيم الأنا .. إذن الاختيار بين النجدين هو المسؤول عن الذكاء والغباء ، وليست محددات جينية أو غير جينية .. إنسانٌ تكبَّرَ .. واحتقرَ .. و نأى بجانبه .. فأصبح لا يعرف الواقع ، {قالوا قلوبنا غلف} {لا نفقه كثيراً مما تقول} {قست قلوبهم فهي كالحجارة} {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} {وفي آذانهم وقر} {عتل بعد ذلك زنيم} ، أي أن التفاهم معه صعب ، و كل ما سبق هي صفات للضعف العقلي والجهل وقلة الحكمة .. سببها عدم اختيار الخير كخط حياة مقابل المصلحة المادية المؤدية للشر والجهل إذا اختيرت وحدها .. قال تعالى {وأعرض عن الجاهلين} ، لماذا الجهل أصبح صفة سيئة؟ لأنه يشير إلى عدم اهتمامهم أصلاً بأن يعرفوا ، فأصبحوا جاهلين .. التكبر لا يؤدي إلى علم بل يؤدي إلى جهل ، لهذا سمى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن هشام بأبي جهل؛ لتكبـّره ، فالتكبر يفضي إلى حمق السلوك و ضعف التصور وعدم الواقعية ، لأنه بطر للحق، أي رفضه ، والعقل السليم يـُبنى على الحقائق كلها دون انتقاء .. الجهل البريء هو لعدم وجود ظروف متاحة للمعرفة ، لكن الجهل الاختياري هو بتجاهل المعرفة و عدم الرغبة فيها اختياراً ، والتقليل من شأنها تبعاً لهوى النفس ، وهكذا التعصب ينتج جهلاً و ليس العكس .. كل المساوئ العقلية تنتجها المساوئ الأخلاقية .. إنسان ساء خلقه فأصبح غبياً وجاهلاً وغير منطقي وغير دقيق ، أي : ساء خلقه فساء عقله .. و سوء الخلق مرتبط بالاختيار ، فالاختيار الحقيقي ينتج عقلاً حقيقيا .. والاختيار الصناعي غير الأخلاقي ينتج عقلاً مزيفاً وغير قادر على مواجهة العقل الحقيقي ، ولا دخل للبيولوجيا ولا عمل الدماغ .. بيدك إذن أن تصبح ذكياً أو غبياً ، جاهلاً أو متعلماً ، حكيماً أو أحمقاً {يؤتي الحكمة من يشاء} .. الخير يقود إلى العقل السليم وليس العكس ، والعقل السليم في الاختيار الأخلاقي السليم وليس في الجسم السليم كما يقولون! بل إن الجسم السليم أيضاً مع الاختيار السليم ، لأن الصحة مع الحكمة ، والمرض بشكل عام مع الحمق في تقارب .. لهذا سموا الطبيب حكيماً .. إنها النظرية العقلية الأخلاقية لتفسير القدرات العقلية و تفاوتها بين الناس والآراء و صواب الرأي والحكمة ، والحكمة دائماً ملازمة لذوي الأخلاق العالية .. وكذلك العلم الحقيقي .. وإلا فكيف يتوعد الله الجاهلين؟ ألا يـُعذرون بجهلهم؟ إنه الجهل المقصود لذاته، وليس الخارج عن الإرادة .. قال تعالى: {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية} ، أي أن الحمية هي من أنتج الجهل ، و ليست العزلة هي التي تنتج التعصب ، بدليل وجود متعصبين متطرفين في أكثر البيئات انفتاحاً على العالم ، ووجود عقول منفتحة في أكثر البيئات انغلاقاً .. وهذا يشير إلى الاختيار و أنه سبب عدم تطابق البشر على شيء واحد .. حتى لو كانوا في نفس البيئة .. من لا تهمه الحقيقة هو غير مهتم بالخير ، لأن الحقيقة تعني وضع الامور في نصابها و انصاف المظلوم ، واعطاء من يستحق ما يستحق .. إذن أساس كل شيء جميل في الإنسان هو أن يحب الحق و الخير والجمال كخيار وحيد ، سيدفعه هذا الحب للتقدم والتطور شيئاً فشيئاً إلى أن يجد ضالته ويعرف ربه وجدوى وجوده، و من بحث عن شيء وهو جاد طول عمره فسوف يجده .. كما قال أبو العتاهية : وإن امرؤ قد سار خمسين حجة .. إلى منهلٍ ، من وِرده لقريب الخير يوصل إلى الحكمة وإلى العقل المحكم وإلى الله .. وليس العقل ولا المعرفة ولا الثقافة هي التي تأتي بالخير لك ، بل العكس تماماً هو الصحيح .. طلبك الخير هو الذي يجعلك عاقلاً حكيماً وعارفاً .. وكثرة الثقافة و القراءة ليست شرطاً أن تنتج حكمة ، بل في كثير من الأحيان تنتج جهلاً و غسيل دماغ وتعصباً لما قـُرِئ .. الله وصف الكفار المعاندين بالجهل وضعف العقل {قوم لا يعقلون} ، ولم يعذرهم رغم ذلك ، لأن جهلهم وعدم عقلانيتهم نتيجة وليست سبباً ، نتيجة سوء أخلاقهم وليست سبباً في رفضهم ، والحساب دائماً على الأسباب والأخلاق وليس على النتائج ، وعلى النيات وليس على الأفعال .. وحبنا للإنسان العاقل والمتفهم والمتنور ليس لأجل تلك الصفات بحد ذاتها ، بل لأجل الدافع الخيّر وراءها في ذلك الشخص و احترامه له ، وإلا لأحببناها ولم نحبه .. فالذكي البارع في المكائد والشر لا يـُحب ولا يـُحترم رغم ذكائه وبراعته!! الاختيار الخيـّر لا يدع صاحبه حتى يضعه في أرقى المراتب ، حتى لو كانت خبراته قليلة .. وعدم اختيار الخير كخط حياة لا يزال بصاحبه حتى ينزله إلى أدنى الدرجات ، ويفضح عقله حتى لو كان مليئاً بالإمكانات والمؤهلات ، فالاختيار يـَفضح و يـُنجح .. ليس المهم هو العلم ، بل الأهم هو القصد من ذلك العلم ، و كل إناء بما فيه ينضح .. ((كتبه الورّاق، وجزى الله خيراً من نقله دون اجتزاء مع ذكر المصدر "مدونة الورّاق" )) |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأخلاقية, العقلية, النظرية |
(عرض الكل) الاعضاء اللذين قامو بقراءة الموضوع : 2 | |
, |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
نشاطات تعزز قدرات طفلك العقلية | نسيم الجنوب | ✬ المرآه و بـرَاءة طفُولـة ، عَالم الطّفـل الجميل ✬ | 2 | 09-25-2021 11:33 AM |
فلسفة العقلية | نسيم الجنوب | آل تليد الأستشارات وتطوير الذات | 2 | 06-02-2017 11:10 PM |
المصاعب والصدمات تزيد القوة العقلية للإنسان | نسيم الجنوب | آل تليد الأستشارات وتطوير الذات | 2 | 03-30-2015 08:51 AM |
البرمجـة العقلية كلاام رائع جدآ !!! | كيـ1ن انسـ1ن | - مسـاحةُ بِلا حُدود" | 4 | 04-07-2009 02:11 AM |