في صباحي ك العادة يستيقظ
الحنين ليطرق أبواب ذاكرتي
متسائلاً عن نصفي المفقود
ماذا بعد الفراق وطول الغياب
هل سقطت من ذاكرتنا تلك
الملامح والابتسامات وماتت
وخرجت من جغرافية القلب
ومزق الشوق زوايا ارواحنا
اما اخبروك عن صباحي وقهوتي
ومذاقها على شرفة الحكايات
أيا ذلك العشق القديم
انت فصل البدايات والنهايات
في ذاكرتي في روحي وجسدي
أما تعلمين طيفك زائر
سكوني وخلوتي ومذاقي المعتق
لاخبرك ارواحنا ذهبت لغيرنا
في لحظات مبهمه سرقت
ابتسامتنا وحكاياتنا خلسة
هل خلقنا للأسى والصمت
والدروب العاثره ونكتفي
باأمنيات غارقة في وحل السراب
وأحلام بعثرها الغياب
وقساوة الزمن وأطراف
مقيدة في زمن العاشقين
رد الكاتبه ميساء الحياه
على طرحي بأقلام حره رساله إلى نفسي
رويدك يا عسجد،
أتبكي على عمرٍ مرّ، أم على ظلٍّ لم يُمسك؟
أما علمتَ أن الدهر دول، وأنّ النفس لا تُقاس بتجاعيد الوجه،
بل بمقدار ما كابدَ القلب من حرّ الجوى، ونزف المعنى؟
قلتَ: بلغتِ من العمر عتيّا،
وأنا أقول: بل بلغتَ من الإدراك غايته،
فلا العُمر مقياسٌ، ولا الشيب نقيصة،
كم من شيخٍ يرقص قلبه كطفلٍ، وكم من فتى عجوزُ الهمة!
قلتَ: دعينا نختلي…
فما أشدّ وقع الخلوة على النفس الكسلى!
أما آن أن ننزل إلى الميدان،
نصارع الأقدار، لا نكتفي بتأملها من بعيد؟
وقلتَ: نقلب شريط العمر،
وأقول: دَعْ عنك ما كان،
فالأيام لا تَسكنُ ماضيًا، بل تمضي كالنهر لا يرجع،
فما بالُك تسكنُ الضفاف وتُهمل السباحة؟
ثم قلتَ: نركض خلف الأهواء،
وهل تُذَمُّ الأهواء إن سمت؟
أما سمعت قول طرفة بن العبد:
إذا كنتَ في حاجةٍ مرسلاً … فأرسلْ حكيماً ولا توصِهِ
فالأهواء بوصلةُ الفطرة، إن لم تُكسرها العادة أو يُضلها الهوى المريض.
أما قولك: نحن من نصنع الورف في محاريب الأرواح
فذاك قولٌ باذخ،
لكن من ذا الذي يصلي في محراب الخيبة ثم يُنبت الأمل؟
إن كانت النفوس كبارًا، تعبت في مرادها الأجسام،
فلا تبكِ إذ تكسّرت المراكب، فربّ نجاةٍ على لوحٍ من خشب.
وختامك بـ: “إنا لله وإنا إليه راجعون”
كأنك تُسلّم راية الحياة،
وأنا أقول: لا تُعلن الحداد ما دام فيكَ نَفَس،
ولا تُسدل الستار، فالحكاية لم تبلغ منتهاها بعد.
⸻
إن كنتَ ناجيتَ النفس متأملاً،
فقد ناجيتُها منكِرًا هذا الركون،
فالزمنُ لا يُخيفنا، ما دمنا نُضرم في صدورنا وهج السعي،
ولا نخشى أفول الشمس، ما دمنا نُتقن إشعال القناديل.
دَعْ عنك هذا الرثاء يا ذو الورود
يا ذو الورود و أبا البنات ،
إذا اعتبرتَ العمر ذبولاً،
فأنت تجهل أن النفس في كل شبر من الزمان تثمر،
وأنّ التجاعيد ليست إلا دروباً نقشها
الزمن على جبين صبرك.
فالعزلة التي تطلبها ليست سوى
سجن الفُرقة عن مواجهة القدر،
والأمل الذي تغرسه في القلوب، رغم خيباتك،
هو بسمة الصحراء بعد عاصفة رمل، لا تُمحى.
فلا تكن لليل العتمة مهيباً،
ولا تترك للخيبة وصمة على صرح الأمل،
فحياة الروح ليست خريفاً، بل هي فجرٌ يتلوه فجر،
فلا تسدل الستار وأنت في مهبّ العزائم
أنالك الله راحة و سعاده لا تشوبها شائبه يا عسجد تليد
تمضي أعمارنا سريعه ونحن لانشعر فيها نمر
بأحداث ومحطات قد تبدو صعبه ولا نكاد ان نتخطاها
وتمر بنا الاحداث امام مرأى أعيننا ك شريط ذكريات
كنا نحن أبطالها ونريد اخراجها بافضل اخراج
ابتديناها بتلك البطوله الطفوليه
لنراها اليوم كامله الشباب بل تميل إلى الكهولة.
لنراها اليوم في أبناءنا مشعه،،
أعمارنا تمضي ك شمس بزغت متوهجه ،
وكل يوم يمضي هو نقص من أعمارنا
وتميل كل يوم نحو الغروب
والعمر يطوى ويتقرب إلى النهايه
حقيقه وان كانت مره
نسأل الله حُسن الخاتمة
وحُسن الرحيل وطيبَ الأثر
،،
بوركت عسجد
وبوركت المداد
ودام النبض
واطال الله في أعماركم جميعا
كل المكافآت