06-28-2010
|
|
فوائد السفر السبعة..
إن للسفرمنافع وفوائد كثيرة، كما له أيضاً عيوب وأضرار، ونبدأ بذكر الفوائد والمنافع فنقولوبالله التوفيق:
فوائد السفر: إن مما يُسْتَشهدُ به دائماً عند ذكر فوائد السفرومحاسنه أبيات للإمام الشافعي رحمه الله تعالى – قال فيها:
تغرَّبْ عنالأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّج همٍّ، واكتسابمــعيشة وعلم، وآداب، وصحبة ماجد
فإن قـيل في الأسفار ذُلٌّ ومحنـة وقطع الفيافيوارتكاب الشدائد
فـموت الـفتى خير له من قيامه بدار هوان بين واشٍ وحـاسد
فلذا نبدأ بذكر هذه الفوائد التي ذكرها الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى – ثمنذكر ما تيسر من فوائد غيرها:
1 – انفراج الهم والغم: فمما عرف واشتهر بينالناس أن الملازم للمكان الواحد، أو الطعام الواحد قد يصاب بالسأم والملل منه،فتنتابه الرغبة في التجديد، وهذا حال بعض المقيمين، إذ قد يعتريهم ما يُضيّقُصدورهم، ويغتمون به، فيصابون بالملل والسآمة ويحسون بالرتابة في حياتهم، فإذا سافرالواحد منهم تغيّرت الوجوه من حوله واختلفت المشاهد والأجواء عليه، فحينئذ يذهب همهوينشرح صدره.
وهذا ما ينصح به الأطباء النفسيون من أصابه همّ أو غمّ أن يسافر،وقد قيل: لا يصلح النفوس إذا كانت مدبرة، إلا التنقل من حال إلى حال،
2 – اكتساب المعيشة: فإن من ضاق عليه رزقه في بلد نُصح بالسفر إلى بلاد أخرى طلباًللرزق، فالله سبحانه وتعالى يقول: { هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا فيمناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور } . فكم من رجل سافر لاكتساب الرزق ففتح اللهعليه، ومن نوابغ الكلم: ( صعود الآكام وهبوط الغيطان خير من القعود بين الحيطان )
3 – تحصيل العلم : فقد كان أسلفنا ومن نقتدي بهم من الأنبياء والصالحين،يرتحلون في طلب العم، ويقطعون المسافات الطويلة أحياناً لأجل سماع حديث واحد عنرسول الله r، يقول الإمام البخاري – رحمه الله تعالى – ( رحل جابر بن عبد الله t،مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس t، في حديث واحد )
وفي كتاب الله العزيز، ذكرالله سبحانه وتعالى لنا قصة سفر موسى صلى الله عليه وسلم للخضر عليه السلام في آياتمن سورة الكهف
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « مَنْ سَلَكَ طَرِيقًايَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ »
وقيل: لولا التغرب ما ارتقى درُّ البحور إلى النحور
4 – تحصيل الآداب:وذلك لما يُرى من الأدباء ولقاء العلماء والعقلاء الذين لا يردون بلده، فيكتسب منأخلاقهم ويقتدي بهم، فيحصل له من الأدب الشيء الكثير وتسمو طباعه.
5 – صحبةالأمجاد: ويشهد لها الحس والواقع، فكم سافر إنسان فلاقى كرام الرجال وأطايبهم،فخالطهم وعاش معهم، لأنهم أهل الضيافة والكرم، ومساعدة المحتاج والعناية بالغريب،ولله درّ القائل:
نزلت على آل المهلب شاتياً غريباً عن الأوطان في زمنالمجد
فما زال بي إحسانهم وجميلهم وبـرُّهُمُ حتى حسبـتهمُ أهلي
ويقولالإمام الشافعي – رحمه الله تعالى -:
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه وانصب فإن لذيذالعيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده إن ساح طاب وإن لم يجرِ لم يـطِبِ
6 – استجابة الدعوة: لقول رسول الله r: « ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌلا شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُالْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ »
فلذا ينبغي للمسافر الحرص على الإكثار من الدعاءبالمغفرة والرحمة له ولوالديه ولجميع المسلمين، وأن يسأل الله عز وجل التسهيلوالتوفيق لما فيه خير الدنيا والآخرة.
7 – زيارة الأحباب من أقارب وأرحاموأصحاب: وهذا من أفضل القربات إلى الله سبحانه وتعالى ويشهد لذلك حديث رسول اللهصلى الله عليه وسلم: « أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى،فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ: لا غَيْرَ أَنِّيأَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عز وجل. قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَبِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ »
8 – رفعالإنسان نفسه من الذل، إذا كان بين قوم لئام: لأنه قد يكون مثلاً: صاحب دين وهم أهلفسق، أو غير ذلك فتسقط منزلته بينهم، وقد يستخفون به، فإذا فارقهم إلى بلد أخرى صارفي عزٍّ وارتفعت منزلته، ويشهد لهذا أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من مكة، وهيأحب البقاع إليه، وهاجر إلى طيبة الطيبة، فكان من أمره ما كان، ثم عاد إليها عزيزاًفاتحاً. يقول عن هذا العلامة بدر الدين الزركشي – رحمه الله تعالى –: ( يستنبط منهمشروعية الانتقال من مكان الضرر (
يقول الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى –:
ارحل بنفسك من أرض تضام بها ولا تكن من فراق الأهل في حُرق
مـن ذلّ بيـنأهاليه بـبلدتـه فـالاغتراب له من أحسن الخلق
فالعنبـر الخـام روث في مواطنه وفيالتـغرب محمول على العنق
والكحل نوع من الأحجار تنظره في أرضه وهو مرميٌّ علىالطرق
لما تغرب حـاز الفضل أجـمعه فصار يحمل بين الجفـن والحدق…
,وختامها صلو على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) |
Some people make the world SPECIAL just by being in it
Zaeem
|