ليست معركة .. بل مهمة تطهير

ليست معركة .. بل مهمة تطهير


عبدالرحمن عبدالعزيز آل الشيخ

ما يجري حالياً على جزء من حدود الوطن الجنوبية ليس حرباً .. وليس قتالا .. وليس معركة .. ما يحدث هناك هو ولله الحمد أقل من ذلك كله ..

فما يجري في هذه المنطقة الغالية من حدود الوطن ليس إلا مهمة تطهير وقتية وعملية تعقيم لجرح ظل مزعجاً لجسد الوطن لسنوات طويلة ، وجرح صار محل قلق وإزعاج ليس للمملكة العربية السعودية بل ولجمهورية اليمن الشقيق بسبب أفراد متمردين في الفكر والهدف والدين ..

وتمردهم هذا دفعهم إلى تشكيل جماعات وعصابات مارسوا كل أنواع المخالفات والجرائم لأهداف مختلفة فأصبحوا من خلال هذه التجمعات وهذه الأفعال مصدر إزعاج وخوف وإرهاب لكافة السكان في هذه المنطقة من المقيمين ومن العابرين لها.. ليس في المملكة العربية السعودية بل وفي اليمن الشقيق .

هذه العصابات المتمردة والمنحرفة للأسف الشديد استؤجرت فكراً وأجسادا وعقولا من قبل جهات خارجية لتحقيق أهداف سياسية ودينية وأمنية باطلة على حساب أجساد هذه العناصر الشابة البريئة التي صودرت أفكارها وأجسادها لصالح أصحاب تلك الأهداف وسوقت بابخس الأثمان والضحية في ذلك هم أهل ووطن هذه الفئات ...

هذه العناصر المتمردة الخارجة ..واضح أنها أقحمت دون إرادتها في مهمة وفي دور اكبر منها .. وزج بها للأسف الشديد للقيام بدور لاتعي حقيقة أبعاده وخطورته على نفسها .. ومن يقود هذه العناصر ويوجهها يبدو أنهم فهموا عن خطأ وعن جهل طيبة حكومة وشعب هذا الوطن وأرادوا استغلال هذه الطيبة وهذه المجاورة الحسنة بين البلدين الشقيقين حكومة وشعبا واستغلوا أيضا الطبيعة الجغرافية الصعبة في تلك المواقع لتكون أوكارا للفساد ومنطلقا لممارسة كل أنواع الإرهاب والجرائم ومن ثم حولوا هذا الجزء من المنطقة الحدودية لبؤرة تنطلق منها المشكلات وتصدر كل أنواع القلاقل والفتن على غرار ما يتم في بعض الدول الأخرى ..

وحتى تخلف هذه القلاقل وهذه الفتن فيما بعد أرضاً خصبة لتحقيق أهداف سياسية ومذهبية .. ولكنها لم تنجح ولن تنجح بإذن الله لأن إرادة الله عز وجل تقف دوماً في وجل الباطل الذي يحاول المساس بدولة الإسلام والمسلمين والتي تحتضن اغلى المقدسات وأطهرها!!

ومن ثم في هذا البلاد سادة ورجال هم خير من يدرك حرمة هذه البلاد وشعبها .. وهي حرمة يهون عندها ويسهل أمامها كل غال ونفيس ..

ما يحدث في هذه المنطقة خلال هذه الأيام ليس الا واقعا مؤقتا ان شاء الله كتبه الله علينا في هذا الوطن وعلينا أن نرضى به ونتقبله وقبل كل ذلك نشكر الله ونحمده عليه ونتأمل ان شاء الله ان يجعل نتائجه خيرا لصالح البلدين الشقيقين ، ولعل ما يحدث وما يجري حالياً في تلك المنطقة ستكون نتائجه فأل خير لعلاج ذلك الجرح في تلك المنطقة الذي ظل ينتظر العلاج الحاسم لعلاجه ..

فعملية التطهير هذه سيكون لها إن شاء الله نتائج إيجابية وخطوات عملية للقضاء على سلبيات كثيرة في هذا الجزء من هذه المنطقة وهي سلبيات ظلت لسنوات طويلة تشكل مصدر قلق وخطر وإزعاج لأمن البلدين الشقيقين ولكل السكان والعابرين لسنوات طويلة ..

وستثمر هذه المهمة ان شاء الله وفي القريب العاجل عن فرض واقع امني مثالي كنا ننشده وننتظره منذ زمن ونطالب به .. واقع سينشر الطمأنينة والهدوء ويعم الخير هذه المنطقة الحدودية للمملكة العربية السعودية ولليمن الشقيق إن شاء الله ...


الرياض