فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
خطبة عيد الاضحى عام 1434 للهجرة من مركز الربوعة
خطبة عيد الأضحى لعام 1434 مفرح بن قطمان التليدي ..... الخطبة الأولى الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر . الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله ، والله أكبر ، الله أكبر ، ولله الحمد . الله أكبر خلق الخلق وأحصاهم عدداً ، وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً ، الله أكبر عز ربنا سلطاناً ومجداً ، وتعالى عظمة وحلماً ، عنت الوجوه لعظمته ، وخضعت الخلائق لقدرته ، الله أكبر ما ذكره الذاكرون ، والله أكبر ما هلل المهللون ، وكبر المكبرون ، الله أكبر كبيراً ، والحمد لله كثيراً ، وسبحان الله بكرة وأصيلاً . الله أكبر عدد ما أحرم الحجاج من الميقات ، وكلما لبى الملبون وزيد في الحسنات ، الله أكبر عدد ما دخل الحجاج مكة ومنىً ومزدلفة وعرفات ، الله أكبر عدد ما طاف الطائفون بالبيت الحرام وعظموا الحرمات ، الله أكبر عدد من سعى بين الصفا والمروة من المرات ، والله أكبر عدد ما حلقوا الرؤوس تعظيماً لرب البريات . الحمد لله الذي سهل لعباده طرق العبادة ويسر ، وتابع لهم مواسم الخيرات لتزدان أوقاتهم بالطاعات وتعمر ، الحمد لله عدد حجاج بيته المطهر ، وله الحمد أعظم من ذلك وأكثر ، الحمد لله على نعمه التي لا تحصر ، والشكر له على آلائه التي لا تقدر ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، ملك فقهر ، وتأذن بالزيادة لمن شكر ، وتوعد بالعذاب من جحد وكفر ، تفرد بالخلق والتدبير وكل شيء عنده مقدر ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، طاهر المظهر والمخبر ، وأنصح من دعا إلى الله وبشر وأنذر ، وأفضل من صلى وزكى وصام وحج واعتمر ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً مديداً وأكثر . . . أما بعد : أيها الناس اتقوا الله تعالى واشكروه على ما انعم به عليكم من هذا الدين القويم الذي رضيه لكم فلقد انزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع وهو واقف بعرفة " اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديننا" وإنه لجدير بنا أن نغتبط بهذا الدين الذي وصفه ربنا سبحانه بالكمال من لدنه من لدن حكيم خبير رؤوف رحيم. أيها المسلمون إن ديننا ولله الحمد كامل من جميع الوجوه كامل من جهة عبادة الله وكامل من جهة معاملة عباد الله فهو كامل من جهة العبادة حيث كانت العبادات المشروعة فيه مصلحة للقلوب والأبدان للشعوب والأفراد غير مفوتتا لما تقتضيه مطالب الحياة ولو أن الناس تفكروا في أنفسهم في هذا الدين تفكيرا عميقا متعقلا لوجدوا أنه لم يترك خيرا إلا أمر به ووضح طرقه بأوضح بيان وأيسره وأنه لم يترك شرا إلا حذر منه وبين مغبته ومضرته ولو تفكروا في أنفسهم لوجدوا أن تمسكهم بدينهم أمر ضروري لصالح أعمالهم واستقامة أحوالهم (( يأيها الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) ولو تفكروا في أنفسهم لما حصل للكثير منهم تلك الزهادة في دينهم ولما آثروا عليه شيئا من أمور الدنيا (( بل تؤثرون الحياة الدنيا، والأخرة خير وأبقى)). أيها المسلمون، إن الإسلام لم يطلب منكم أمرا بشق عليكم ولا أمرا تفوت به مصالحكم بل هو بنفسه مصالح وخيرات وأنوار وبركات ، فتمسكوا بها أيها المسلمون وقوموا بشرائعه مخلصين لله متبعين لرسوله . واحبوا الله ورسوله ليسهل عليكم طاعة الله ورسوله، فإن الوصول إلى المحبوب غاية يسهل دونها كل الصعاب، فأقيموا الصلاة أدوا الصلاة بطمأنينة فلا صلاة لغير مطمئن فيها، وإن الصلاة إذا أديت على الوجه المطلوب كانت عونا على فعل الطاعات وترك المحرمات وتحمل المشقات، يقول الله تعالى(( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)). ويقول الله تعالى )) وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون)). آتوا الزكاة التي أوجب الله عليكم في أموالكم ادفعوها إلى مستحقيها قبل أن تفارقوا هذا المال فيكون غنيمة لمن بعدكم وعليكم الغرم والإثم (( وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل ان يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لو لا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين ولن يأخر الله نفسا إذا جاء أجلها، والله خبير بما تعملون))., أنفقوا على من أوجب الله عليكم نفقته من الأهل والأقارب فإنكم مسؤولون عن ذلك وإن الإنفاق عليهم من الإحسان والله يحب المحسني. ومن صلة الأرحام وسيصل الله الواصلين واحترموا بعضكم بعضا فإن نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وقف في مثل هذا اليوم في جماهير المسلمين بمنى يخطبهم ويعلن تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم تحريما مؤبدا إلى يوم القيامة. ولقد صارت الأموال منتهكة عند كثير من المسلمين وان لم يكن ذلك بطريق ظاهر تجدهم ينتهكون الأموال بالغش والكذب والدعاوى الباطلة والرشاء المغرية واستعمال أموال الدولة للمصالح الخاصة. ولقد صارت الأعراض منتهكة هي الأخرى فأصبحت الغيبة التي تسمى السباب أصبحت متفكها في كثير من المجالس. فاحذروا ايها المسلمون من تعدي حدود الله في النفوس والأموال والاعراض وأدوا الحقوق قبل أن تؤخذ يوم القيامة من أعمالكم. الله اكبر الله اكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. عباد الله اعلموا رحمكم الله ان يومكم هذا من أعظم الايام عند الله وهو يوم الحج الأكبروهو عيد الأضحى والنحر وهو اليوم الذي ابتلى الله تعالى فيه أبونا ابراهيم بذبح ولده اسماعيل –عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام- يقول تعالى {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}ومعنى قوله تعالى ((فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ)) أي كان هذا الموقف العصيب و اسماعيل -عليه السلام- قد وصل الى السن الذي يسعي فيه مع أبيه، يعني بقي يروح ويجيء مع أبيه، وهو أكثر سن يكون فيه الأب متعلقاً بإبنه، ويكون الإبن متعلقاً بأبيه وقد ورد في تفسير هذه الآيات الكريمة أن ابراهيم عليه السلام رأي في الرؤيا الأمر بذبح ولده، لأن البعض يعتقد أنه رأي نفسه وهو يذبح ولده، ولكن الحقيقة أنه رأي الأمر بذبح ولده، لأن اسماعيل بعد ذلك يقول ((يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ)) اذن كان هناك أمر بالذبح في الرؤيا، رأي ابراهيم في الرؤيا الأمر بذبح ولده اسماعيل، ورؤيا الأنبياء وحي من الله تعالى، وكان ذلك في اليوم الثامن من ذي الحجة، فتروى ابراهيم ولذلك سميَّ هذا اليوم "يوم التروية" وفي اليوم التالي رأي ابراهيم نفس الرؤيا فتأكد وعرف أنه أمر من الله تعالى، وكان ذلك اليوم التاسع من ذي الحجة، فسميَّ ذلك اليوم "يوم عرفة"، وفي اليوم الثالث، وهو يوم العاشر من ذي الحجة، رأي نفس الرؤيا، فبادر في ذلك اليوم الى تنفيذ أمر الله تعالى وقال ابراهيم –عليه السلام- لولده "انطلق فنقرّب قربانا إلى الله عز وجل" وأخذ معه سكينا وحبلا، ثم مضى مع ابنه حتى إذا كانا بين الجبال، قال له إسماعيل: يا أبت أين قربانك؟ قال: يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى، أي أنني أمرت بذلك في المنام، وقد كان ابراهيم يمكن أن يأخذ اسماعيل على غرة، ربما يكون هذا أهون عليه، ولكن ابراهيم عندما قال له ((فَانظُرْ مَاذَا تَرَى)) يريد أن يشرك معه ابنه اسماعيل في هذا الثواب العظيم، لا يريد أن يستأثر بالثواب وحده، ويجيبه اسماعيل، كما يذكر القرآن الكريم فيقول((يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)) وهنا دقة رد اسماعيل، لم يقل له (يا أبَتِ افعل ما ترى) أو (أفعل ما تريد) لأنه لو قال ذلك فكـأنه يُحَمِّل أبيه مسئولية الذبح، ولكنه عندما يقول له ((يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ)) يعني أنت تفعل ذلك تنفيذا وانقياداً لأوامر الله تعالى ويقول أصحاب السير أنَّ اسماعيل قال لوالده: يا أبت اشدد علي رباطي حتى لا أضطرب، واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح عليك من دمي فتراه أمي فتحزن، وأسرع مَرَّ السكين على حلقي ليكون أهون للموت عليّ، فإذا أتيتَ أمي فاقرأ عليها السلام مني. فأقبل عليه ابراهيم يقبّلُه ويبكي ويقول: نِعْمَ العونُ أنت يا بني على أمر الله عز وجل. أيضاً يقول أصحاب السير أن ابراهيم عندما انطلق بابنه، قال الشيطان: إن لم أفتن هؤلاء عند هذه لم افتنهم أبدا، فذهب الى "هاجر" وقال لها: أين ذهب ابراهيم بابنك ؟ قالت: غدا به لبعض حاجته، فقال لها: فإنه لم يغد به لبعض حاجته، وإنما ذهب به ليذبحه، قالت: ولِمَ يذبحه ؟ قال: يزعم أن ربه أمره بذلك، فقالت هاجر: فقد أحسن أن يطيع ربه، ثم رمت الشيطان بسبع حصوات لتطرده، وكان ذلك في موضع الجمرة الصغرى، ولذلك من مناسك الحج رجم الشيطان عند الجمرة الصغرى، ثم غدا الشيطان على اسماعيل، وقال له: إن أباك ذهب بك ليذبحك، فقال اسماعيل: ولِمَ يذبحنى، قال: يزعم أن ربه أمره بذلك، فيجيبه اسماعيل ويقول: لئن كان الله أمره بذلك فليفعل، ثم رماه بسبع حصوات يطرده، وكان ذلك في موضع الجمرة الوسطي، ولذلك من مناسك الحج أن يرمي الحجيج بسبع حصوات عند الجمرة الوسطي، ثم ذهب اخيرا الى ابراهيم، وأخذ يحاول أن يثنيه عن ذبح اسماعيل، فرماه ابراهيم بسبع حصوات عند موضع الجمرة الكبرى، فانصرف الشيطان ويئس أن يطاع يقول تعالى ((فلما أسلما وتله للجبين)) ومعنى ((أسلما)) أي استسلما ، و((تله للجبين)) أي جعل جبينه على الأرض، وقيل أن اسماعيل هو الذي طلب من ابيه أن يجعل جبينه الى الأرض، حتى لا يرى وجهه وهو يذبح، يعني اسماعيل –عليه السلام- كل همه في هذا الموقف، أولاً هو أخذ قراره بأن ينفذ امر الله تعالي، ويستسلم له استسلاماً كاملاً، ولكن كل همه الآن، كيف ستسقبل أمي هذا الأمر، وكيف سيكون حزن أبي بعد ذلك عندما يتذكر وجهي أثناء الذبح، ولذلك يطلب اسماعيل من أبيه أن يجعل وجهه الى الأرض أثناء الذبح ثم إنه أمَرَّ السكين على حلقِه فلم يحْكِ شيئاً، لأن السكين لا تخلق القَطْعَ، كما أنَّ الأكل لا يخلقُ الشِبع، والشُربَ لا يخلقُ الرّي، والأسباب لا تخلق المسَبَّبات وكلٌ بخلق الله تعالى وعلمه ومشيئته ((وناديناه أن يا ابراهيم * قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين * إن هذا هو البلاء المبين)) اختبار في منتهي الصعوبة ودائما يأتي الإبتلاء على درجة الإيمان، كلما كان ايمانك قوياً كلما كان الإختبار أكثر صعوبة، ولذلك لقوة ايمان ابراهيم، ابتلي في بداية حياته بالقذف في النار، يعني أن يحرق حياً، اختبار في غاية الصعوبة، يوقدون له ناراً عظيمة، ويضعونه في منجنيق حتى يلقي في النار من بعيد لأنهم لا يستطيعون أن يقتربوا من النار لشدة لهيبها، ويأتيه جبريل –عليه السلام- ويقول له: ألك حاجة، فيجيبه ابراهيم بثبات عجيب، وصلابة مذهلة، ويقول له: أما اليك فلا، وأما الى الله فعلمه بحالي يغني عن سؤالي، وينجح ابراهيم في هذا الإختبار نجاحاً عظيماً ثم يختبر الله تعالى ابراهيم بعد ذلك اختباراً أكثر صعوبة، لأن الإنسان عندما يرزق بولد يكون ولده أعز عليه من نفسه، ولذلك كان الإبتلاء ليس في نفسه كما اختبره بذلك أولاً، ولكن في ولده، والإختبار اختبار مركب، أول شيء أنه رزق بهذا الولد بعد أن وصل الى سن متقدمة جداً، كان عمره ستة وثمانون عاماً عندما رُزِقَ باسماعيل، والأمر الثاني أنه ليس فقد الولد فحسب، ولكن أن يذبحه بنفسه، ولذلك يقول تعالى ((إن هذا لهو البلاء المبين)) ولذلك يقول تعالى ((إنَّ ابراهيم كان أمة)) وهكذا يمرر ابراهيم السكين على حلق اسماعيل فلا يقطع شيئاً ولا يحك شيئاً، ويأتيه جبريل عليه السلام، بكبش أبيض أملح من الجنة، قيل أنه رعي في الجنة أربعين عاماً، ومعنى كبش أملح، أي كبش جميل، والله –سبحنه وتعالى- يصفه بأنه"ذبح عظيم" فقال ((وفديناه بذبح عظيم)) عباد الله هذه هي قصة ابراهيم واسماعيل –عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام- وهي قصة عظيمة فيها درس عظيم، وهو التزام أوامر الله تعالى والتوكل عليه سبحانه وبحمده ولذلك شرع الله عز وجل الأضحية توسعة علي الناس يوم العيد وقد أمر الله أبا الأنبياء إبراهيم عليه السلام أن يذبح ابنه اسماعيل فاستجاب لأمر الله ولم يتردد فأنزل الله فداء له من السماء "وفديناه بذبح عظيم" ومنذ ذلك الحين والناس ينحرون بهيمة الأنعام امتثالا لأمر الله باراقة الدماء لانها من أفضل الطاعات ويكره تركها مع القدرة عليها. الله أكبر الله أكبر لااله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
10-15-2013 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: خطبة عيد الاضحى عام 1434 للهجرة من مركز الربوعة
الخطبة الثانية ...
الله أكبر (7) مرات الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الحمد لله رب العالمين ولي الصاحين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على امام المتقين نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين أَمَّا بَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تعَالى حَقَّ تَقوَاهُ، وَاستَعِدُّوا بِصَالحِالأَعمَالِ لِيَومِ لِقَاهُ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَوَلتَنظُرْ نَفسٌ مَا قَدَّمَت لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ ، وَمَن يَتَّقِ اللهَيَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا ، وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا ،وَمَن يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعظِمْ لَهُ أَجرًا . أَيُّهَا المُسلِمُونَ، يَا مَن شَهِدتُم هَذَا العِيدَ السَّعِيدَ، اِعلَمُواأَنَّهُ لا عِيدَ إِلاَّ لِمَن خَافَ رَبَّهُ وَتَابَ مِن ذَنبِهِ، لا عِيدَ إِلاَّلِمَن أَعطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسنى، لا عِيدَ إِلاَّ لِمَن طَهَّرَقَلبَهُ وَأَصلَحَ قَالَبَهُ، لا عِيدَ إِلاَّ لِمَن وَصَلَ رَحِمَهُ وَأَحسَنَإِلى أَقَارِبِهُ. إِنَّكُم في يَومٍ عَظِيمٍ سَمَّاهُ اللهُ يَومَ الحَجِّالأَكبرِ، تَتلُوهُ أَيَّامٌ مَعدُودَاتٌ عَظِيمَةٌ، فَعَظِّمُوهَا بِطَاعَةِ اللهِوَذِكرِهِ، وَأَكثِرُوا مِن حَمدِهِ وَشُكرِهِ، ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَاللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقوَى القُلُوبِ . ضَحُّوا وَطيبُوا نَفسًا بِضَحَايَاكُم،وَاذكُرُوا اللهَ عَلَى مَا رَزَقَكُم وَأَنْ هَدَاكُم، فَإِنَّهُ مَا عُبِدَ اللهُفي يَومِ النَّحرِ بِمِثلِ إِرَاقَةِ دَمِ الأَضَاحِي، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُمِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبلَ أَن يَقَعَ عَلَى الأَرضِ، فَاحرِصُوا عَلَى الأَخذِبِأَسبَابِ القُبُولِ؛ مِنَ الإِخلاصِ للهِ وَاتِّبَاعِ السُّنَّةِ وَاستِشرَافِالضَّحَايَا وَاستِسمَانِهَا وَاختِيَارِ أَطيَبِهَا، وَاحذَرُوا مَا يُحبِطُالأَعمَالَ مِنَ الشِّركِ وَالرِّيَاءِ وَالبِدَعِ، أَو مَا يَمنَعُ الإِجزَاءَ أَويُنقِصُ الأَجرَ مِنَ العُيُوبِ، وَاعلَمُوا أَنَّ اللهَ طَيِّبٌ لا يَقبَلُ إِلاَّطَيِّبًا، وَأَنَّهُ لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِنيَنَالُهُ التَّقوَى مِنكُم ، وَتَذَكَّرُوا أَنَّ الذَّبحَ مُمتَدٌّ إِلى غُرُوبِالشَّمسِ مِن ثَالِثِ أَيَّامِ التَّشرِيقِ، وَأَنَّهُ يُشرَعُ في هَذِهِالأَيَّامِ التَّكبِيرُ وَلا سِيَّمَا في أَدبَارِ الصَّلَوَاتِ المَكتُوبَةِ،فَكَبِّرُوا وَارفَعُوا بِهِ أَصوَاتَكُم، وَأَحيُوا سُنَّةَ نَبِيِّكُم فيخَلَوَاتِكُم وَجَلَوَاتِكُم عباد الله: كان من هدي المصطفى في العيدين؛ أنه كان يؤخر صلاة عيد الفطر، ويعجل الأضحى، وكان يخرج في الأضحى قبل أن يأكل شيئاً، بخلاف عيد الفطر فإنه كان يأكل تمرات كما أخبر أنس عنه . وفي رواية: يأكلهن وتراً [1]. وكان يخرج لابساً أحسن ملابسه، متطيباً بالمسك، يمشي بسكينة ووقـار، يكبر ربـه ـ تبارك وتعالى ـ. وكان عليه الصلاة والسلام يخرج للعيد من طريق ويعود من طريق آخر. قال جابر بن عبد الله: كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق [2]. وذكر العلماء لذلك حكماً جليلة. منها: إظهار قوة الإسلام والمسلمين في كل مكان. ومنها: أنك تمر على أكبر عدد من المسلمين فتسلم عليهم. ومنها: إغاظة أعداء الإسلام. ومنها: قضاء حوائج من له حاجة من المسلمين. ومنها: أن يشهد لك الحفظة والملائكة الذين يقفون على الطرق. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر. لا إله إلا الله.. والله أكبر. الله أكبر.. ولله الحمد. وكان إذا وصل إلى المصلّى يبدأ بالصلاة قبل الخطبة فيصلي ركعتين، يكبر في الأولى قبل القراءة سبع تكبيرات منها تكبيرة الافتتاح، ثم يقرأ الفاتحة: و سَبِّحِ ٱسْمَ رَبّكَ ٱلأَعْلَىٰ [الأعلى:1]. وفي الركعة الثانية يكبر خمس تكبيرات ثم يقرأ الفاتحة: هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَـٰشِيَةِ [3][الغاشية:1]. وربما قرأ في الأولى: ق وَٱلْقُرْءانِ ٱلْمَجِيدِ . والثانية: ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ [4][القمر:1]. وكان إذا انتهى من الصلاة، وقف على راحلته مستقبلاً الناس، وهم صفوف جلوس، فخطبهم بخطبة جليلة، يبين فيها أسس العقائد والأحكام، ويأمر المسلمين بالصدقة، ثم يتوجه إلى النساء فيخطُبُهن، ويذكرهنّ. عباد الله، يسن إذا رجع الإنسان من المصلى يوم الأضحى أن يبدأ قبل كل شيء بذبح أضحيته إن كان مستطيعاً فيسمي ويكبر، ويذبح الأضحية. والأضحية في الإسلام شأنها جليل وحكمها نبيلة وعظيمة، منها: أنها فداء لإسماعيل عليه السلام. ومنها: أنها قربة إلى الله الواحد الأحد بالذبح في هذا اليوم العظيم، فإذا ذبحتها فإن السنة أن تأكل ثلثها، وأن تتصدق بثلثها، وأن تهدي ثلثها، وإن فعلت غير ذلك فالأمر فيه سعة، ولكنه خلاف الأولى. والأضحية ـ يا عباد الله ـ لابد أن تُستسمن، وأن تختار، وأن تصطفى؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، فلا تجزئ العوراء البيّن عورها، ولا المريضة البين مرضها، ولا العرجاء البين عرجها، ولا الهزيلة، ولا العضباء، التي كسر النصف من قرنها أو أكثر، ولا ما قطع نصف أذنها أو أكثر. ويكره الشرقاء التي انشقت أذنها طولاً، أو الخرقاء التي خرقت أذنها. والسنة ألا يضحّى من الضأن إلا بالجذع [5] فأكبر، وأما المعز فالثنية [6] فأكبر، سنة نبيكم عليه الصلاة والسلام. فاذكروا الله على ما هداكم، وكبروه ـ سبحانه وتعالى ـ واحمدوه على النعم الجليلة، والمواهب النبيلة، فإنه ـ والله ـ ما حفظت النعم إلا بالشكر، وما ضيعت إلا بالكفر. فنعوذ بالله أن نكون من قوم بدلوا نعمة الله كفراً، وأحلوا قومهم دار البوار. ونعوذ بالله أن نكون من قوم أنعم الله عليهم بنعم، فجعلوها أسباباً إلى المعاصي، وطرقاً للشهوات والمخالفات الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا عباد الله وصلوا رحمكم الله على من أمركم الله بالصلاة عليه ....
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|