من ألفَ النِّعَم، غفلَ عن قيمتها

https://k.top4top.io/m_3392o2vz70.mov


هل تأملتَ يومًا كيف أن أعظم النِّعَم لا صوت لها؟
لا تُحدث ضجيجًا حين تأتي، ولا تطرق الباب حين ترحل
، لكنها تغيّر الحياة كلها حين تغيب.
إننا نعيش في بحر من العطايا
، نتنفس الأمان، نمشي على أقدامنا،
نرى الدنيا بأعيننا،
نُمسك بأحبابنا،
ونشكو من أشياء تافهة،
متناسين أن ما نملكه الآن هو
حلم يتمنّاه غيرنا.

الاعتياد أحيانًا لعنة، يجعلنا نمر على النعم
مرور العابر،
لا نلتفت،
لا نشكر،
لا نحس.

ننسى أن الكهرباء التي تنير غرفتنا
، والماء الذي ينساب من الصنبور،
والصحة التي تمكّننا من الوقوف،
كلّها كانت يومًا ما إنجازًا
في حياة أحدهم، أو حتى أمنية مُستحيلة.

“من ألف النعمة
، ظنّ أنها حق”،
وهذه أكبر أوهام الإنسان.

لا شيء مضمون،
لا الأهل،
لا العافية،
لا حتى اللحظات الجميلة

. وحده الشكر يجعل النعم تُثمر
، ووحده الجحود يجعلها تذبل
وتختفي دون إنذار.

فلتقف قليلًا، انظر حولك…
في بيتك،
في جسدك،
في تفاصيل يومك.

كل شيء يُخبرك أنك مُنعَم عليك،
لكنك لا تسمع.
لا تنتظر أن تفقد لتُدرك،
ولا تدع العادة تسرق منك دهشة الامتنان.

بعض النعم لا تُكتشف إلا حين تغيب،
فكن ممن يبصرها وهي حاضرة.


راق لي ..