قال الربيع بن خثيم لأهله يومًا: اصنعوا لنا خبيصًا -أي نوع من الحلوى مخبوصة من التمر والسميد-
وكان لا يكاد يشتهي عليهم شيئاً من الطعام، فصنعوا له، فأرسل إلى جارٍ له مصاب -كان به ضرب من الجنون -
فجعل يلقِّمه، ولعاب الرجل يسيل! فلما فرغ الرجل وخرج قال له أهله:
تكلفنا وصنعنا ثم أطعمت هذا المجنون ! ما يدري هذا ما أكل ،
فقال الربيع: ولكن الله يدري !!..
ولكن الله يدري !!
بهذه الكلمة سبقنا القوم ..
ومن أجلها قام سوق الخبايا ..
يا لك من قُبّرَة ٍ بمعمرِ
خلا لك الجوّ فبيضي واصفِري
قد رفع الفخ فماذا تحذري
ونقّري ما شئت أن تنقري
قد ذهب الصياد عنك فابشري
لا بد يوما أن تُصادي فاصبري
العلاقة بين الناس كالبيوت .
بعضها يستحق المديح لجمالها والتباهي بها.
وبعضها يستحق الترميم البسيط ويضبط .
وبعضها يستحق الهدم وإعادة البناء لخرابه.
والبعض يجبرنا أن نكتب عليها للبيع ونفتك .
ويقال في الأدبيات: (قل لي من تصاحب أقول لك من أنت ).
ويقال في الشعر: ( من خالط العطار نال من طيبه .....ومن خالط الحداد نال السوائدا ).
ويقال في علم الاجتماع ونظريات التواصل:
(أي مجتمع تعيش فيه فإنك لا محالة مؤثر ومتأثر ).
كل هذه الأقوال تشترك في موضوع واحد مهم ألا وهو المصاحبة،
يقول عز من قائل في القرآن الكريم : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا و لا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا و اتبع هواه وكان أمره فرطا ).آية 28 من سورة الكهف.
( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) آية 29 من نفس السورة
ان تأملنا هذا الكلام العطر نستخلص نقاطا أو قوانين إنسانية جد مهمة :
1- أن الإنسان اجتماعي بطبعه..أي لا يستطيع إلا أن يعيش مع أخيه الإنسان وإلا آل إلى الموت..
2- الإنسان في تواصل دائم مع محيطه .
3- أنواع التواصل هي إما صحية وإما مرضية.
4- الإنسان يتأثر ويؤثر بنوعية التواصل وبالمحيط الذي يعيش فيه وخاصة بالأشخاص الذين يتعايش معهم.
نحن نملك أن نختار ماذا نترك وماذا نأخذ
أن نتفاءل ولانتشاءم
أن نعفو ونصفح لاأن ننتقم ونحقد
. أن ننسى كل ما ينغص علينا رحلتنا
ونتذكر كل ما يرسم على شفاهنا البسمة