اللهم من اعتز بك فلن يذل، ومن اهتدى بك فلن يضل، ومن استكثر بك فلن يقل، ومن استقوى بك فلن يضعف، ومن استغنى بك فلن يفتقر، ومن استنصر بك فلن يخذل، ومن استعان بك فلن يغلب، ومن توكل عليك فلن يخيب، ومن جعلك ملاذه فلن يضيع، ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم، اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا
اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي آله و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين
وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو خالد الأحمر عن هشام عن ابن سيرين عن أبى هريرة قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بحسنة فعملها كتبت له عشرا إلى سبعمائة ضعف ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب وإن عملها كتبت ».
صحيح مسلم - كتاب الإيمان - 61 - باب إذا هم العبد بحسنة كتبت وإذا هم بسيئة لم تكتب - حديث 354
حدثنى زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حاجب بن عمر أبو خشينة الثقفى حدثنا الحكم بن الأعرج عن عمران بن حصين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « يدخل الجنة من أمتى سبعون ألفا بغير حساب ». قالوا من هم يا رسول الله قال « هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون ». صحيح مسلم- كتاب الإيمان - 96 - باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب - حديث 547
حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبى ذر قال انتهيت إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- وهو جالس فى ظل الكعبة. فلما رآنى قال « هم الأخسرون ورب الكعبة ». قال فجئت حتى جلست فلم أتقار أن قمت فقلت يا رسول الله فداك أبى وأمى من هم قال « هم الأكثرون أموالا إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا - من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله - وقليل ما هم ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم لا يؤدى زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم ما كانت وأسمنه تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها كلما نفدت أخراها عادت عليه أولاها حتى يقضى بين الناس ». أتقار : ألبث صحيح مسلم -- كتاب الزكاة - 9 - باب تغليظ عقوبة من لا يؤدى الزكاة - حديث 2347
يحذر تعالى عباده المؤمنين عن سلوك طريق الكفار من أهل الكتاب ويعلمهم بعداوتهم لهم في الباطن والظاهر وما هم مشتملون عليه من الحسد للمؤمنين مع علمهم بفضلهم وفضل نبيهم ويأمر عباده المؤمنين بالصفح والعفو أو الاحتمال حتى يأتي أمر الله من النصر والفتح ويأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ويحثهم على ذلك ويرغبهم فيه كما قال محمد بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن ابن عباس قال : كان حيي بن أخطب وأبو ياسر بن أخطب من أشد اليهود للعرب حسدا إذ خصهم الله برسوله صلى الله عليه وسلم وكانا جاهدين في رد الناس عن الإسلام ما استطاعا فأنزل الله فيهما " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم " الآية وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله تعالى " ود كثير من أهل الكتاب " قال هو كعب بن الأشرف وقال ابن أبي حاتم : أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا وكان يهجو النبي صلى الله عليه وسلم وفيه أنزل الله " ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم" إلى قوله " فاعفوا واصفحوا " وقال الضحاك عن ابن عباس أن رسولا أميا يخبرهم بما في أيديهم من الكتب والرسل والآيات ثم يصدق بذلك كله مثل تصديقهم ولكنهم جحدوا ذلك كفرا وحسدا وبغيا وكذلك قال الله تعالى " كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق " يقول من بعد ما أضاء لهم الحق لم يجهلوا منه شيئا ولكن الحسد حملهم على الجحود فعيرهم ووبخهم ولامهم أشد الملامة وشرع لنبيه صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين ما هم عليه من التصديق والإيمان والإقرار بما أنزل الله عليهم وما أنزل من قبلهم بكرامته وثوابه الجزيل ومعونته لهم وقال الربيع بن أنس " من عند أنفسهم " من قبل أنفسهم وقال أبو العالية " من بعد ما تبين لهم الحق " من بعد ما تبين أن محمدا رسول الله يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل فكفروا به حسدا وبغيا إذ كان من غيرهم وكذا قال قتادة والربيع بن أنس وقوله " فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره " مثل قوله تعالى " ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا " الآية قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله " فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره" والسدي وقوله " فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره " نسخ ذلك قوله " فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " وقوله " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر " إلى قوله " وهم صاغرون " فنسخ هذا عفوه عن المشركين وكذا قال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة والسدي أنها منسوخة بآية السيف ويرشد إلى ذلك أيضا قوله تعالى " حتى يأتي الله بأمره " وقال ابن أبي حاتم : أخبرنا أبي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير أن أسامة بن زيد أخبره قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله ويصبرون على الأذى قال الله " فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأول من العفو ما أمره الله به حتى أذن الله فيهم بالقتل فقتل الله به من قتل من صناديد قريش هذا إسناده صحيح ولم أره في شيء من الكتب الستة ولكن له أصل في الصحيحين عن أسامة بن زيد .
التفسير : ولن يؤدى الصبر إلا إلى الخير والسعادة فى الدارين، فلا تقعدوا عن الجهاد فى سبيل الله، ولا ترهبوا الموت فيه، فمن مات فى الجهاد فليس بميت بل هو حى حياة عالية وإن كان الأحياء لا يحسون بها.
التفسير : الذين إذا نزل بهم ما يؤلمهم يؤمنون أن الخير والشر من الله، وأن الأمر كله لله فيقولون: إنا ملك لله - تعالى - وراجعون إليه، فليس لنا من أمرنا شىء، وله الشكر على العطاء وعلينا الصبر عند البلاء، وعنده المثوبة والجزاء.
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهرى قال أخبرنى عطاء بن يزيد أن أبا سعيد أخبره أن أناسا من الأنصار سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده فقال لهم حين نفد كل شىء أنفق بيديه « ما يكن عندى من خير لا أدخره عنكم وإنه من يستعف يعفه الله ومن يتصبر يصبره الله ومن يستغن يغنه الله ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر ».
حدثنى إسحاق حدثنا روح بن عبادة حدثنا شعبة قال سمعت حصين بن عبد الرحمن قال كنت قاعدا عند سعيد بن جبير فقال عن ابن عباس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « يدخل الجنة من أمتى سبعون ألفا بغير حساب هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ».
حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثنى الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبى عبد الرحمن السلمى عن أبى موسى - رضى الله عنه - عن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال « ليس أحد - أو ليس شىء - أصبر على أذى سمعه من الله إنهم ليدعون له ولدا وإنه ليعافيهم ويرزقهم ». حديث 6166 - الأدب - صحيح البخارى.
حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا شعبة عن قتادة سمعت عبد الله - هو ابن أبى عتبة مولى أنس - عن أبى سعيد الخدرى قال كان النبى -صلى الله عليه وسلم- أشد حياء من العذراء فى خدرها فإذا رأى شيئا يكرهه عرفناه فى وجهه. حديث 6169 - الأدب - صحيح البخارى
أن عمر بن الخطاب كان يقول أصحاب الرأي أعداء السنن ، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها وتفلتت منهم أن يعوها ، واستحيوا حين سئلوا أن يقولوا : لا نعلم ، فعارضوا السنن برأيهم ، فإياكم وإياهم الراوي: صدقة بن أبي عبدالله المحدث: ابن القيم - المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم: 1/64 خلاصة حكم المحدث: إسناده في غاية الصحة
قال عمر بن الخطاب إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء السنن ، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها ، فقالوا بالرأي ، فضلوا وأضلوا الراوي: عمرو بن الحارث المحدث: ابن القيم - المصدر: أعلام الموقعين - الصفحة أو الرقم: 1/64 خلاصة حكم المحدث: إسناده في غاية الصحة