فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- مـــدونـات الأعــضــاء هُنآ " | مساحتك الحرة| عآلمْك الهادئ "| تُهمس مآ بُدآخلك| وَ [ نُتآبْعك بـ صمْتَ ] ~ | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
04-30-2014 | #16 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: مدونة الخطب والدروس والفوائد الشرعيه
شرح كشف الشبهات والأصول الستة (3) مقدمة محمد بن صالح العثيمين المقدمة الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليمًا كثيرًا. أمـا بعـد: فهذا شرح يسير على كتاب شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب المسمى "كشف الشبهات" والذي أورد فيه المؤلف بضع عشرة شبهة لأهل الشرك وأجاب عنها بأحسن إجابة مدعمة بالدليل مع سهولة المعنى ووضوح العبارة أسأل الله تعالى أن يثيبه على ذلك وأن ينفع بذلك العباد إنه على كل شيء قدير. محمد بن صالح العثيمين شرح كشف الشبهات والأصول الستة شرح كشف الشبهات محمد بن صالح العثيمين شرح كشف الشبهات بسم [ابتدأ المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ كتابه بالبسملة إقتداء بكتاب الله ـ عز وجل ـ فإنه مبدوء بالبسملة، وإقتداء برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنه يبدأ كتبه ورسائله بالبسملة. والجار والمجرور متعلق بفعل محذوف مؤخر مناسب للمقام تقديره: بسم الله أكتب. وقدرناه فعلًا لأن الأصل في العمل الأفعال. وقدرناه مؤخرًا لفائدتين: الأولى: التبرك بالبداءة باسم الله تعالى. الثانية: إفادة الحصر لأن تقديم المتعلق يفيد الحصر. وقدرناه مناسبًا لأنه أدل على المراد فلو قلنا مثلًا عندما نريد أن نقرأ كتابًا بأسم الله نبتدئ، لكن بسم الله نقرأ أدل على المراد]. الله [لفظ الجلالة علم على الباري جل وعلا وهو الأسم الذي تتبعه جميع الأسماء حتى إنه في قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سورة إبراهيم، الآيتان: 1 ،2] لا نقول إن لفظ الجلالة (الله) صفة بل نقول هي عطف بيان لئلا يكون لفظ الجلالة]. الرحمن [الرحمن أسم من الأسماء المختصة بالله لا يطلق على غيره ومعناه: المتصف بالرحمة الواسعة.] الرحيم [الرحيم أسم يطلق على الله ـ وعلى غيره. ومعناه: ذو الرحمة الواصلة، فالرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة، فإذا جمعا صار المراد بالرحيم الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده كما قال الله تعالى: {يُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَيَرْحَمُ مَن يَشَاء وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ} [العنكبوت: 21]. ]. تبعًا تبعية النعت للمنعوت، ولهذا قال العلماء أعرف المعارف لفظ (الله) لأنه لا يدل على أحد سوى الله ـ عز وجل ـ . أعلم [العلم هو "إدراك الشيء على ما هو عليه إدراكًا جازمًا". ومراتب الإدراك ست: ـ الأولى: العلم وتقدم تعريفه. الثانية: الجهل البسيط وهو "عدم الإدراك بالكلية". الثالثة: الجهل المركب وهو "إدراك الشيء على وجه يخالف ما هو عليه" وسمي مركبًا لأنه جهلان: جهل الإنسان بالواقع، وجهله بحاله حيث ظن أنه عالم وليس بعالم. الرابعة: الوهم وهو "إدراك الشيء مع إحتمال ضد راجح". الخامسة: الشك وهو "إدراك الشيء مع احتمال ضد مساو". السادسة: الظن وهو "إدراك الشيء مع إحتمال ضد مرجوح". والعلم ينقسم إلى قسمين: ضروري ونظري: فالضروري ما يكون إدراك المعلوم فيه ضروريًا بحيث يضطر إليه من غير نظر ولا إستدلال كالعلم بأن النار حارة مثلًا. والنظري ما يحتاج إلى نظر وإستدلال كالعلم بوجوب النية في الوضوء.] رحمك الله [أي أفاض الله عليك من رحمته التي تحصل بها على مطلوبك وتنجو من محذورك، فالمعنى غفر الله لك ما مضى من ذنوبك، ووفقك وعصمك فيما يستقبل منها، هذا إذا أفردت الرحمة، أما إذا قرنت بالمغفرة فالمغفرة لما مضى من الذنوب، والرحمة التوفيق للخير والسلامة من الذنوب في المستقبل. وصنيع المؤلف ـ رحمه الله ـ يدل على شفقته وعنايته بالمخاطب]. أن التوحيد هو إفراد الله ـ سبحانه ـ بالعبادة [التوحيد لغة : مصدر وحد يوحد، أي جعل الشيء واحدًا، وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات،نفي الحكم عما سوى الموحد، وإثباته له لأن النفي وحده ت عطيل، والإثبات وحده لا يمنع المشاركة، فمثلًا لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله فينفي الألوهية عما سوى الله تعالى ويثبتها لله وحده. وفي الاصطلاح عرف المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ التوحيد بقوله "التوحيد هو إفراد الله ـ عز وجل ـ بالعبادة" أي أن تعبد الله وحده ولا تشرك بل تفرده وحده بالعبادة محبة وتعظيمًا ورغبة، ورهبة. ومراد الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ التوحيد الذي بعثت الرسل"] لتحقيقه لأنه هو الذي حصل الإخلال به والخلاف بين الرسل وأممهم . وهناك تعريف أعم للتوحيد وهو: "إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به" وأنواعه ثلاثة: الأول: توحيد الربوبية وهو "إفراد الله تعالى بالخلق، والملك، والتدبير" قال الله عز وجل: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} [سورة الزمر، الآية: 62]. وقال تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} [سورة فاطر، الآية: 3]. وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [سورة الملك، الآية: 1]، وقال تعالى {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} . [سورة الأعراف، الآية: 54]. الثاني: توحيد الألوهية وهو "إفراد الله تعالى بالعبادة بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحدًا يعبده كما يعبد الله أو يتقرب إليه كما يتقرب إلى الله تعالى". الثالث: توحيد الأسماء والصفات وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته الواردة في كتاب وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وذلك بإثبات ما أثبته، ونفي ما نفاه من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل". وهو دين الرسل الذي أرسلهم الله به إلى عباده [مراد الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ هنا توحيد الألوهية فهو دين الرسل فكلهم أرسلوا بهذا الأصل الذي هو التوحيد كما قال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [سورة النحل، الآية: 36] وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ} [سورة الأنبياء، الآية: 25] وهذا النوع هو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ واستباح دماءهم وأموالهم، وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم. ومن أخل بهذا التوحيد فهو مشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية والأسماء والصفات. فإفراد الله وحده بالعبادة هو دين الرسل الذين أرسلهم الله به إلى عباده كما قال الشيخ ـ رحمه الله ـ فها هو أول الرسل نوح عليه السلام يقول كما حكى الله عنه: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ} [سورة هود، الآيتان : 25: 26] وقال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [سورة هود، الآيتان: 50] وقال تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [سورة هود، الآية: 61] ما فأولهم نوح عليه السلام. وقال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [سورة هود، الآية: 84]. هذا حق فإنه لم يبعث قبل نوح عليه الصلاة والسلام رسول بهذا نعلم خطأ المؤرخين الذين قالوا إن إدريس عليه الصلاة والسلام كان قبل نوح لأن الله تعالى يقول: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ} [سورة النساء، الآية:163] وفي الحديث الصحيح في قصة الشفاعة "أن الناس يأتون إلى نوح فيقولون له أنت أول رسول أرسله الله إلى أهل الأرض" فلا رسول قبل نوح بإجماع العلماء. فنوح أول الرسل بالكتاب، والسنة، والإجماع. ونوح عليه الصلاة والسلام أحد الرسل الخمسة الذين هم أولوا العزم وهم: محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإبراهيم، وموسى، ونوح، وعيسى عليهم الصلاة والسلام وقد ذكرهم الله في موضعين من كتابه في سورة الأحزاب وسورة الشورى. أرسله الله إلى قومه لما غلوا [يعني أن الله أرسل نوحًا عليه الصلاة والسلام إلى قومه لما وقع فيهم الغلو في الصالحين، وقد بوب المؤلف ـ رحمه الله ـ في كتاب التوحيد على هذه المسألة فقال: "باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين" . والغلو هو: "مجاوزة الحد في التعبد والعمل والثناء قدحًا مدحًا" والغلو ينقسم إلى أربعة أقسام: القسم الأول: الغلو في العبادات كغلو الخوارج الذين يرون كفر فاعل الكبيرة وغلو المعتزلة حيث قالوا إن فاعل الكبيرة بمنزلة بين المنزلتين وهذا التشدد قابله تساهل المرجئة حيث قالوا لا يضر مع الإيمان ذنب. والوسط مذهب أهل السنة والجماعة أن فاعل المعصية ناقص الإيمان بقدر المعصية. في الصالحين [الصالح هو الذي قام بحق الله وبحق عباد الله]: ودا، وسواعًا، ويغوث، ويعوق، ونسرا [هذه أصنام في قوم نوح عليه السلام كانوا رج إلا صالحين، وقد جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابًا وسموها بأسمائهم ففعلوا ولم تعبد حتى إذ هلك أولئك ونسي العلم عبدت)]. القسم الثالث: الغلو في المعاملات وهو التشدد بتحريم كل شيء وقابل هذا التشدد تساهل من قال بحل كل شيء ينمي المال والاقتصاد حتى الربا والغش وغير ذلك. والوسط أن يقال تحل المعاملات المبنية على العدل وهي ما وافق ما جاءت به النصوص من الكتاب والسنة. القسم الرابع: الغلو في العادات وهو التشدد في التمسك بالعادات القديمة وعدم التحول إلى ما هو خير منها. أما أن كانت العادات متساوية في المصالح فإن كون الإنسان يبقى على ما هو عليه خير من تلقي العادات الوافدة. وآخر الرسل محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ . . . . . . . وهذا التفسير فيه إشكال حيث يقول رضي الله عنه "هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح، وظاهر القرآن أنها قبل نوح قال الله تعالى : {قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَارًا وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} . [سورة نوح، الآيات : 21 ـ 23] فظاهر الآية يدل على ما ذكره ابن عباس. إلا أن ظاهر السياق أن هؤلاء القوم الصالحين كانوا قبل نوح عليه السلام والله أعلم. دليل هذا قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [سورة الأحزاب، الآية: 40] . فلا نبي بعد النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ. فإن قيل: إن عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام ينزل آخر الزمان وهو رسول. فنقول: هذا حق ولكنه لا ينزل على أنه رسول مجدد بل ينزل على أنه حاكم بشريعة النبي محمد عليه الصلاة والسلام لأن الواجب على عيسى وعلى غيره من الأنبياء الإيمان بمحمد وهو كسر صور هؤلاء الصالحين [أي أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كسر صور الأصنام وذلك يوم الفتح حين دخل الكعبة فوجد حولها وفيها ثلثمائة وستين صنمًا وجعل يطعنها عليه الصلاة والسلام بالحربة وهو يتلو قوله تعالى: {وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}. [سورة الإسراء الآية: 81] أرسله إلى أناس يتعبدون ويحجون ويتصدقون ويذكرون الله كثيرًا [أي أن الله بعث رسوله محمدًا عليه الصلاة والسلام إلى قوم= الله ونريد شفاعتهم عنده مثل الملائكة وعيسى ومريم وأناس غيرهم من الصالحين] ولكنهم يجعلون بعض المخلوقات وسائط بينهم وبين الله، يقولون نريد منهم التقرب إلى ـ صلى الله عليه وسلم ـ واتباعه ونصره كما قال الله تعالى: صلى الله عليه وسلم ـ وإتباعه ونصره كما قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ} [سورة آل عمران، الآية: 81]. وهذا الرسول المصدق لما معهم وهو محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما صح ذلك عن الصحابي الجليل ابن عباس رضي الله عنه، وغيره يتعبدون لكنها عبادة باطلة ما أنزل بها من سلطان، ويتصدقون ويفعلون كثيرًا من أمور الخير لكنها لا تنفعهم، لأنهم كفار، ومن شرط التقرب إلى الله تعالى أن يكون المتقرب إلى الله مسلمًا وهؤلاء غير مسلمين. [أي أنهم يعبدون هذه الأصنام لتقربهم إلى الله زلفى فهم مقرون بأنها دون الله، وأنها لا تملك لهم نفعًا ولا ضرًا، وأنهم شفعاء لهم عند الله ـ وأنهم شفعاء لهم عند الله ـ عز وجل ـ ولكن هذه الشفاعة شفاعة باطلة لا تنفع أصحابها لأن الله ـ عز وجل ـ يقول: {فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ} [سورة المدثر الآية: 48]. وذلك لن الله تعالى لا يرضى لهؤلاء المشركين شركهم، ولا يمكن أن يأذن بالشفاعة لهم؛ لأنه لا شفاعة إلا لمن ارتضاه الله ـ عز وجل ـ والله لا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد، فتعلق المشركين بآلهتهم يعبدونها ويقولون : {هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ} [سورة يونس، الآية 18] تعلق باطل غير نافع بل هذا لا يزيدهم من الله تعالى إلا بعدًا، على أن المشركين يرجون شفاعة أصنامهم بوسيلة باطلة وهي عبادة هذه الأصنام، وهذا من جهلهم وسفههم أن يحاولوا التقرب إلى الله تعالى لا يزيدهم منه إلا بعدًا. فبعث الله محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام السلام ويخبرهم أن هذا التقرب والاعتقاد محض حق الله تعالى ولا يصلح منه شيء لغير الله، لا لملك مقربٍ ولا لنبي مرسلٍ فضلًا عن غيرهما. وإلا فهؤلاء المشركون يشهدون أن الله هو الخالق وحده لا شريك له، وانه لا يرزق إلا هو، ولا يحيي ولا يميت إلا هو، ولا يدبر الأمر إلا هو، وأن جميع السماوات ومن فيهن، والأرضين. يقول المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ إنهم ما زالوا على هذا الكفر وهو عبادة هذه الأصنام لتقربهم بزعمهم إلى الله تعالى حتى بعث الله رسوله وخاتم أنبيائه محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعثه الله تعالى بالتوحيد الخالص يدعو الناس إلى عبادة الله الواحد ويحذرهم من الشرك قال الله تعالى: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [سورة المائدة، الآية : 72] ويبين لهم أن العبادة حق لله وحده، وأنه لا يجوز صرف شيء منها لغيره سبحانه وتعالى لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل فضلًا عن غيرهما فقال تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} . [سورة يس، الآيتان: 60 ـ 61]. السبع ومن فيهن؛ كلهم عبيده وتحت تصرفه وقهره [يقول ـ رحمه الله تعالى ـ إن هؤلاء المشركين الذين بعث فيهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرون بأن الله وحده هو الخالق، وأنه هو الذي خلق السماوات والأرض، وأنه هو الذي خلقهم، وأنه هو المدبر للأمور كما ذكر الله عنهم في آيات عديدة من القرآن الكريم قال الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ} [سورة الزخرف، الآية : 9]. و قوله تعالى {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [سورة الزخرف . آية 87] والآيات في هذا المعنى كثيرة، لكن هذا لا ينفعهم ؛ لأن هذا إقرار بالربوبية فقط، ولا ينفع الإقرار بالربوبية حتى يكون معه الإقرار بالألوهية وعبادة الله وحده. واعلم أن الإقرار بالربوبية يستلزم الإقرار بالألوهية، وأن الإقرار بالألوهية متضمن الإقرار بالربوبية أما الأول: فهو دليل ملزم أي أن الإقرار دليل ملزم لمن أقر به أن يقر بالألوهية لأنه إذا كان الله وحده هو الخالق وهو المدبر للأمور وهو الذي بيده ملكوت كل شيء فالواجب أن تكون العبادة له وحده لا لغيره. فإذا أردت الدليل على أن هؤلاء الذين قاتلهم رسول الله، ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشهدون بهذا [ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ هنا دليل ما قرر أن هؤلاء يقرون بتوحيد الربوبية ولكنه أتى به على سبيل السؤال والجواب ليكون هذا أمكن وأثبت وأتم في الاستدلال فقال: "فإذا أردت الدليل . . . . . . فاقرأ قوله تعالى : {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ} [سورة يونس، الآية: 31] الآية]. فاقرأ قوله تعالى : {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [سورة يونس، الآية: 31]. والثاني: متضمن للأول يعني أن توحيد الألوهية يتضمن توحيد الربوبية لنه لا يتأله إلا للرب ـ عز وجل ـ الذي يعتقد أنه هو الخالق وحده وهو المدبر لجميع الأمور سبحانه وتعالى]. وقوله : "يجدد لهم دين أبيهم إبراهيم كأنه يشير إلى قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [سورة النحل، الآية 123]. وقوله: "محض حق الله". أي خالص حقه. {فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [يونس: 31]. يعني إذا كنتم تقرون بهذا أفلا تتقون الله الذي أقررتم له بتمام الملك وتمام التدبير وأنه وحده الخالق الرازق المالك للسمع والأبصار، المخرج للحي من الميت، وللميت من الحي المدبر لجميع الأمور، وهذا الاستفهام للتوبيخ والإلزام، أي أنكم إذا أقررتم بذلك لزمكم أن تتقوا الله وتعبدوه وحده لا شريك له. وقوله {قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [سورة المؤمنون، الآيات : 84 ـ 89] وغير ذلك من الآيات وقوله يعني واقرأ قوله تعالى: {قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا} [المؤمنون: 84] إلى آخر الآيات وهذه الآيات مما يدل على أن المشركين الذين بعث فيهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرون بتوحيد الربوبية فإنهم يقرون بأن الأرض ومن فيها لله لا شريك له، ويقرون بأن الله هو الذي خلق السموات والأرض، وأنه رب العرش العظيم، ويقرون بأن بيده ملكوت كل شيء، وأنه هو الذي يجير ولا يجار عليه الصلاة والسلام، وكل هذا ملزم لهم بأن يعبدوا الله وحده ويفردوه بالعبادة، ولهذا جاء توبيخهم بصيغة الاستفهام في ختام كل [آية من الآيات الثلاث]. فإذا تحققت أنهم [أي الذين بعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من المشركين] مقرون بهذا [يعني توحيد الربوبية وهو اعتقاد أن الله وحده هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور.] ولم يدخلهم في التوحيد الذي دعاهم إليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ [أي أن إيمانهم بأن الله هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور لم يدخلهم في توحيد العبادة الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ولم يعصم دماءهم وأموالهم]. [أي إذا عرفت أن الذي أنكروه هو توحيد العبادة الذي يسميه كما قال الشيخ- رحمه الله - عز وجل - مشركوا زماننا "الاعتقاد" تبين لك أن هذا الذي أقروا به لا يكفي في التوحيد بل ولا يكفي في الإسلام كله فإن من لم يقر بتوحيد العبادة فإنه ليس بمسلم حتى ولو أقر بتوحيد الربوبية ولهذا قاتل النبي صلى الله عليه وسلم]. [أي أن إيمانهم بأن الله هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور لم يدخلهم في توحيد العبادة الذي دعاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ولم يعصم دماءهم وأموالهم]. وعرفت أن التوحيد الذي جحدوه هو توحيد العبادة الذي يسميه المشركون في زماننا: "الاعتقاد" [أي إذا عرفت أن الذي أنكروه هو توحيد العبادة الذي يسميه كما قال الشيخ-رحمه الله - عز وجل - مشركوا زماننا "الاعتقاد" تبين لك أن هذا الذي أقروا به لا يكفي في التوحيد بل ولا يكفي في الإسلام كله فإن من لم يقر بتوحيد العبادة فإنه ليس بمسلم حتى ولو أقر بتوحيد الربوبية ولهذا قاتل النبي صلى الله عليه وسلم.] . . . . . . . . . . . . . . . والآيات الدالة على أن المشركين الذين بعث فيهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقرون بتوحيد الربوبية كثيرة. كما كانوا يدعون الله سبحانه ليلًا ونهارًا، ثم منهم من يدعوا الملائكة لأجل صلاحهم وقربهم من الله ليشفعوا له، أو يدعو رجلًا صالحًا مثل: اللات، أو نبيًا مثل عيسى [يعني أن هؤلاء المشركين في عبادة الله كانوا يدعون الله تعالى إذا اضطروا إلى ذلك، ومنهم من يدعوا الملائكة لقربهم من الله ـ عز وجل ـ ويزعمون أن من قرب من الله سبحانه وتعالى فهو مستحق للعبادة وهذا من جهلهم فإن العبادة حق الله وحده لا يشركه فيها أحد. وأن منهم من يدعو اللات، واللات بالتشديد اسم فاع من اللت، وأصله رجل كان يلت السويق للحجاج، أي جعل فيه السمن ويطعمه الحجاج فلما مات عكفوا على قبره ثم عبدوه، وأن منهم من يعبد المسيح عليه الصلاة والسلام السلام لكونه آية من آيات الله، وأن منهم من يعبد الأولياء لقربهم من الله سبحانه وتعالى، وكل هذا تزيين الشيطان لهم أعمالهم التي ضلوا بها عن الصراط المستقيم قال الله تعالى : {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [سورة الكهف، الآيات : 103 ـ 105]]. المشركين مع أنهم يقرون بتوحيد الربوبية كما تقدم. يعني أن هؤلاء المشركين في عبادة الله كانوا يدعون الله تعالى إذا اضطروا إلى ذلك، ومنهم من يدعوا الملائكة لقربهم من الله ـ عز وجل ـ ويزعمون أن من قرب من الله سبحانه وتعالى فهو مستحق للعبادة وهذا من جهلهم فإن العبادة حق الله وحده لا يشركه فيها أحد. وأن منهم من يدعو اللات، واللات بالتشديد اسم فاع من اللت، وأصله رجل كان يلت السويق للحجاج، أي جعل فيه السمن ويطعمه الحجاج فلما مات عكفوا على قبره ثم عبدوه، وأن منهم من يعبد المسيح عليه الصلاة والسلام السلام لكونه آية من آيات الله، وأن منهم من يعبد الأولياء لقربهم من الله سبحانه وتعالى، وكل هذا تزيين الشيطان لهم أعمالهم التي ضلوا بها عن الصراط المستقيم قال الله تعالى : {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [سورة الكهف، الآيات : 103 ـ 105] . وعرفت [هذه معطوفة على قوله "فإذا تحققت" .] أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قاتلهم على هذا الشرك [أي الشرك في العبادة حيث كانوا يعبدون غير الله معه وليس المراد الشرك في الربوبية؛ لأن المشركين الذين بعث فيهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا يؤمنون بان الله وحده هو الرب وأنه مجيب دعوة المضطرين وأنه هو الذي يكشف السوء إلى غير ذلك مما ذكر الله عنهم من إقرارهم بربوبية الله ـ عز وجل ـ وحده. فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قاتل هؤلاء المشركين الذين لم يقروا بتوحيد العبادة بل أستحل دماءهم وأموالهم وإن كانوا يقرون بأن الله وحده هو الخالق لأنهم لم يعبدوه ولم يخلصوا له العبادة.] ودعاهم إلى إخلاص العبادة لله وحده [الإخلاص لله معناه: "أن يقصد المرء بعبادته التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والوصول إلى دار كرامته".] كما قال الله تعالى: {فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا} [الشعراء: 213] وكما قال تعالى : {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ} [يعني أن هذه الأصنام التي يدعونها من دون الله لا تستجيب] [سورة الرعد، الآية : 14] . . . . . . . . . . يعني أن هذه الأصنام التي يدعونها من دون الله لا تستجيب لهم بشيء كما قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ} [سورة الأحقاف، الآية: 5]. وتحققت [قوله: "وتحققت" معطوف على قوله فإذا تحققت.] أن رسول الله، ـ صلى الله عليه وسلم ـ قاتلهم ليكون الدعاء كله لله [الدعاء على نوعين: الأول: دعاء عبادة بأن يتعبد للمدعو طلبًا لثوابه وخوفًا من عقابه، وهذا لا يصح لغير الله وصرفه لغير الله شرك أكبر مخرج من الملة، وعليه يقع الوعيد في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}. [سورة النمل الآية: 87]. النوع الثاني: دعاء المسألة وهو دعاء الطلب أي طلب الحاجات وينقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: دعاء الله سبحانه وتعالى بما لا يقدر عليه الصلاة والسلام إلا هو وهو عبادة لله تعالى لأنه يتضمن الأفتقار إلى الله تعالى واللجوة إليه، واعتقاد أنه قادر كريم واسع الفضل والرحمة، فمن دعا غير الله ـ عز وجل ـ بشيء لا يقدر عليه الصلاة والسلام إلا اله فهو مشرك كافر سواء كان المدعو حيًا أو ميتًا].
|
|
|