كان هنالك شابًا غنيًا بفضل تجارة والده في الياقوت والمجوهرات الثمينة، يحكى بأن الشاب اشتهر بالكرم مع اصدقائه المقربين بل بالإيثار والإحسان إليهم، فكان يقدمهم على نفسه ...
في يومٍ من الأيام توفي والد الشاب مما أدى إلى افتقار العائلة بشكل مفاجئ، بعد مدة سمع الشاب بأنه أحد أصدقائه أصبح مرموقًا غنيًا يعيش في قصر، قرر الشاب البحث عن صديق الماضي علّه يساعده..
وجد الشاب عنوان قصر صديقه المقرب فلما وصل إلى القصر ووقف على الباب وجد الخدم والحشم فحكى لهم علاقته بصاحب القصر وطلب منهم إخباره بأنه يود رؤيته..
لما علم صاحب القصر بالأمر نظر إلى صديقه من خلف الستار فرأى شخصًا رث الثياب تظهر عليه معالم الحاجة، فأمر الخدم إخباره بأن صاحب القصر لا يود رؤية أحد!!
صُعق الصاحب الفقير من ردة فعل صديقه وأصابه الألم فشرع بالرجوع من حيث أتى، وفي الطريق أوقفه ثلاثة رجال وسألوه؟
إننا نبحث عن فلان فهل تعرف طريقًا إليه؟
فقال ها هو أمامكم..
فقالوا له إن أباك قد ترك لك أمانة نريد أن نسلمك إياها وأعطوه كيسًا بداخله قطع نفيسة من المرجان والمجوهرات، أصيب الشاب بالدهشة ولم يصدق ما يرى وما يسمع..
من ثم مضى في طريقه مرة أخرى وإذا به يصادف امرأة يبدو عليها أثر النعمة والخير وسألته يا بني هل تدلني على شخص يبيع المجوهرات والأحجار الكريمة في بلدكم؟
فعرض عليها بضاعته التي في الكيس واشترت منه قطعة مرجان ووعدته بالرجوع إليه..
ظلت المرأة تتردد على الشاب حتى أفنت ما عنده من أحجارًا كريمة ومجوهرات مما جعل حالته تعود إلى يسر من بعد عسر وأصبح معروفًا ونشطًا في تجارة المجوهرات..
تذكر الشاب بعد مدة صديقه الثري الذي طرده من قصره فأرسل إليه كتابًا قال فيه:
صَحِبتُ قومًا لئاماً لا وفاء لهمْ
يُدعَوَن بين الورى باللؤمِ والحيلِ
كانوا يجلّونني مُذ كُنتُ رَبَّ غنى
وحين أفلستُ عَدُّونِي مِنَ الجَهَلِ
فرد عليه بثلاث أبيات غير متوقعة تبين جمال القصة حيث قال:
أما الثلاثَةُ قدْ وافَوْكَ مِن قِبَلِي..
ولم يكنْ لهم أمراً إلا مِنَ الحِيَلِ
أما من ابتاعت المَرْجَانَ والدتي..
وأنتَ أنتَ أخي بَلْ مُنتَهى أملي
ومَا طردْناكَ مِن بُخلٍ ومِنْ قللٍ
لكن عَليكَ خشينا وقفةَ الخجلِ