كم هو مؤلمٌ هذا المسمار.. وُضع في لحظة غضب.. حتى و إن نُزع ..سيبقى له آثار.. جُرحت الشجره.. فهي ليست كباقي الأشجار.. وإلا فلمَ جُرحت..! كذلك الأرواح..لن يُنسيها الاعتذار.. فلربما تتناسى كما نُزع المسمار.. ولكن سيؤلمها الأثر..كلما الجُرح استثار.. لذا احذر.. أن تخدش روحاً بكلامٍ دون انتظار.. فقد تخسرها.. ويُغلق على مسرحيتكما الستار..!!
تسيل من الأعيُن الحزينة على فراقهم تلك العبرات الدامية الحاملة من بين قطراتها مفاتيح الشقاء وتظل هكذا حتى تغمرَ صفاء الوجه الحَنون ...
تنحت دروبها على هذا الوجه كالنهر الجارف في الاراضين المنخفضة فترتسم ألوان الهموم عليه فتراه وقد ارتوى من مياهها السوداء ...
قد غيرت ملامحه فصار شخصاً آخر لن تعرفه , لم يكن الرحيل بالأمر الهيّن على تلك الأعين ولن يكون كذلك ..
فالرحيل رحيل والفراق فراق ...
لكنها لا تتحمل كل هذا الألم فمع حلول الليل وحين تنتهي الكلمات وتُغلق الجفون تخرّ باكيةًَ كالشيخ المجنون في البيداء القاتمة يبحث عن ملاذه ... وجده أو لم يجدهفهو وحيد ولن يُجيبه أحد !!!
يتجرع مرارة النسيان كل يوم وليلة عله يُشفى مما حل به , ما أقسى أن يعيش وحيداً بلا قلب أو روح , يصرخ فلا يجيبه أحد ويبكي فلا يجد من يمسح دموعه ويصمت كثيرا منتظراً لحظات السمر
يتحدث ولا يجد من يسمعه يأن قليلا و تبكي آلامه بين أضلعه , الجروح تزيد يوماً بعد يوم ولا مفر من العبرات كي تخفف عنه
أوجاع الليالي
الشوق دمع من أجله والشمس أخفت دفئها وأبدلته بنار متأججة والبدر ترك مكانه لينير في آخر , والكل من حوله نيام لا يعلمون ما أصابه , قد حلت بهم الغفلة وأحاطت بهم الدنيا فصاروا لا يفقهون شيئا
اليوم مثل أمس والغد لهو أشبه بالحاضر وأغلال الوحدة تلتف حول عنقه كالحية السوداء وما عساه أن يفعل سوى الهروب من عناء الواقع إلى راحة الخيال ومن شقاء الوحدة إلى سعادة مجهولة يُمني نفسه بها
لكن دائما ما يقولها ويكررها لذاته : مازال هناك بارقة أمل ..
يعلم أنه أمل بعيد لا يكاد يراه بعينيه أو يشعر بالاقتراب منه