شروط الإجابة
أحبتي..
علينا بسهام الليل، فإنها لا تخطئ
وقد يقول قائل إننا ندعو الله ليلاً ونهارًا
ولا نرى أثرًا للدعاء
وحال المسلمين هو هو لا يتغير
وأرد عليه بأن الدعاء المستجاب له شروط فهل راعينا هذه الشروط
أم أننا ندعو وفقط دون أن نفقه شروط استجابة الدعاء
ومن أهم هذه الشروط المكسب الحلال
كما قال- صلى الله عليه وسلم-
للصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص:
"يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة"؛ ولذا على كل مسلم أن يسأل نفسه
هل مطعمي من حلال؟
وهل أتقن عملي حق الإتقان حتى إذا أخذتُ راتبي أصبح حلالاً صافيًا لا شبهةَ فيه؟
هل أتحرى المكسب الحلال؟
وحتى نعلم أهمية المكسب الحلال
في استجابة الدعاء نذكر حديث
رسول الله- صلى الله عليه وسلم-
الذي رواه مسلم في صحيحه
حيث يقول صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا
وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:
﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾
وقال:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾
ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء:
يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام
فأنَّى يُستجاب له".
فهذا الرجل قد توفَّرت له كل أسباب إجابة الدعاء من سفر
ورفع اليدين إلى السماء، وقوله يا رب، وهو أشعث أغبر
ومع ذلك لا يُستجاب له؛ لأن كسبه حرام ومطعمه حرام.
ومن شروط استجابة الدعاء أيضًا الإخلاص في الدعاء والثقة في
الله عز وجل أن الله
سيقبل منه دعاءه، والإلحاح بالدعاء
حيث قال صلى الله عليه وسلم:
"إن الله يحب العبد اللحوح"
وأن يكون القلب حاضرًا، وعدم تعجل الإجابة
قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل".
فلا تجزع أخي المسلم إذا تأخرت إجابة الدعاء
حيث يقول ابن الجوزي في كتابه صيد الخاطر:
"رأيتُ من البلاء أن المؤمن يدعو فلا يُجاب، فيكرر الدعاء وتطول المدة، ولا يرى أثرًا للإجابة، فينبغي له أن يعلم أنَّ هذا من البلاء الذي يحتاج إلى الصبر، وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب
مرض يحتاج إلى طب، ولقد عرض لي من هذا الجنس.. فإنه نزلت بي نازلة
فدعوت، فلم أر الإجابة
فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده
فتارةً يقول: الكلام واسع والبخل معدوم
فما فائدة تأخير الجواب؟
فقلت له: إخسأ يا لعين، فما أحتاجُ إلى تقاضٍ، ولا أرضاك وكيلاً".
الأخذ بالأسباب مع الدعاء
ومن الشروط المهمة أيضًا الأخذ بالأسباب، فلا يعقل أن ندعو ونقول:
"يا رب انصرنا"
ونحن معنا الأسباب- مهما كانت بسيطة- ولا نأخذ بها
فالله عزَّ وجل
لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ولذلك يجب علينا أن نأخذ بما نملك من أسباب وندعو
فالمريض مثلاً الذي يدعو الله سبحانه بالشفاء، لا يحق له أن يترك
مسئولية العلاج ويكتفي بالدعاء
والذي يهدده الظالم، لا يجوز له أن يخنع ويستكين لإرادة الظالم
ثم يدعو الله ليزيل هذا الضرَّ عنه.
فإذا أخذنا بالأسباب واستنفدناها كلها
وتجردنا من حولنا وقوتنا ودعونا الله بقلب حاضر وراعينا الشروط السابقة
..استجاب الله لنا..
وفي هذا يقول فضيلة الشيخ الشعراوي- رحمه الله-:
"حين يلجأ الإنسان المؤمن إلى الله تعالى بعد أن يستنفد كل الأسباب التي منحها سبحانه له ويتجرد من حوله وقوته إلى حول الله تعالى وقوته هنا يستجيب الله سبحانه وتعالى
فقد اقتضت حكمته سبحانه أن يكون دعاء العبد المؤمن مقبولاً؛ لأنه دعاء مضطر، لذلك يجب علينا أن نقف
عند الآية القرآنية الكريمة التي يفهمها بعض الناس فهمًا قاصرًا عن معناها
يقول سبحانه:
﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾
(البقرة: 186).
البعض منا قد يتساءل، لقد دعوت الله فلم يستجب لي، لماذا؟
وقد يشرد ذهن بعض هؤلاء الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم
فيظنون أن الله تعالى قد أخلف وعده، لهؤلاء نقول: أنتم دعوتم الله دون استخدام
ما وهبكم سبحانه من إمكانات؛ لذلك كانت دعواتكم من غير اضطرار
لأن الله يستجيب الدعاء ممن استنفد كل أسباب الدنيا، فتوجه إلى الله تعالى بقلبه وعقله، ومطعمه حلال ومشربه حلال، كما أن الدعاء المرجو قبوله
لا يضر بصالح قوم آخرين
ثم إن الاستجابة قد تكون فورية في الدنيا وقد تؤجل للآخرة لمصلحة العبد المؤمن
فعندما يضعف مثل هذا المؤمن في أي موقف، فإن الله سبحانه يعين هذا الإنسان على تحقيق ما يرجوه".
وختامًا..
أحبائي في الله
علينا أن نراعي شروط إجابة الدعاء، وأن نكثر منه فإنه عبادة، حيث ورد عن النعمان بن بشير أنه قَالَ
رَسُول اللَّه- صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
"إِنَّ الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة"
ثُمَّ قَرَأَ:
﴿وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)﴾ (غافر).
فلا نمل ولا نكل، ولنعلم أن الله يحبُّ أن يسمع أصواتنا ويرى تضرعنا، فإذا وجد الله منا صدقًا في دعائنا وإخلاصًا في أعمالنا وأخذًا بالأسباب في حدود الإمكانات المتاحة لنا.. استجابَ لنا وغيَّر حالنا، ونصرنا على عدونا، وأعاد للأمة عزَّها ومجدها. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نفعنا الله وإياكم
والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
لنتعلــــم من السلحفـــــــاه ....((حكمه سلحفــاه))
لكل منا هدف يصبو إليه ويسعى بكل جهد لتحقيقة، فمنا من يلاقي الصعاب في دربه لكنه يصبر ويجاهد وينظم حياته حتى ينال ما يسعى إليه، قرأت لهناء البحيري بعض النصائح التي تساعد في تحقيق الأهداف وهي..
هل تذكر قصة السباق الذى دار بين الأرنب والسلحفاة التى كان يقرأها الأطفال فيما مضى؟.. لم يفز الأرنب في السباق كما كان متوقعاً.. فقد بدأ سريعاً ولكنه تلكأ في الطريق بعد أن فقد همته.. وفازت السلحفاة لأنها وصلت إلى نقطة نهاية السباق، فقد انتظمت في خطواتها وصممت على تحقيق هدفها حتى نهاية المشوار بدون كسل.. وبالمثل فقد اكتشف الباحثون أن الانتظام والسرعة المنتظمة في أداء الأعمال هي التي تجعلنا نفوز دائماً في السباق وفي إنجاز المهام.. لذلك فإن فريق السلاحف يقدم لك من وحي حكمته في إحراز النجاح بالسرعة المنتظمة وبعيداً عن التوتر.. نصائحهم كالآتي:
أقحم نفسك في المهمة ولا تؤجل البدء في تنفيذ المهمة الموكلة إليك انتظاراً للوصول إلى الشعور بحالة مزاجية مواتية أو الشعور العام بأنك مهيأ نفسياً أو انتظاراً لاستكمال أدوات يمكن الاستغناء عنها في بداية تنفيذ مهمتك0
* قّيم هدفك.. فكلما نظرت إلى الهدف الذى تسعى إليه على أنه هدف غالٍ وضروري ويستحق التضحية لأجله.. وكلما اقتنعت بأهمية هذا الهدف في حياتك أو في مستقبلك المهني أو الدراسي.. فإنك تتمسك بحماسك طوال مدة العمل حتى تصل إلى تحقيق الإنجاز المرجو.
* لا تفزع من المهمة الكبيرة.. بل قسمها إلى أجزاء أو بنود، وتعامل بحكمة مع كل جزء بدون أن ترهق نفسك بالتفصيلات الكثيره غير الضرورية.
* تعلم فن الاسترخاء فحماسك في تحقيق العمل الموكل إليك وتمسكك بهدفك لا يحتمان عليك أن تسقط ضحية التوتر والانفعالات المضطربة وإلا وجدت نفسك مشغولاً دائماً ولكنك بعيد عن تحقيق غايتك.
* شجع نفسك، فلتنظر إلى نفسك بإيجابية وتفاؤل.. وشجع نفسك بنجاحاتك حتى لو كانت صغيرة، وتعلم أن تكافيء نفسك عندما تحقق إنجازاً.
* استفد من القلق الصحي.. فالقلق الطبيعي غير المرضي يحفزك دائماً لمواصلة العمل، ويجعلك متيقظاً دائماً لئلا تقع في عادات ضارة بالنجاح أو تستسلم للإحباط.
وأخيراً يهمس العلماء فى أذنك بأن السلاحف أطول عمراً من الأرانب بكثير.. فهي قد تعيش متمتعة بصحة جيدة حتى تبلغ مائة عام .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أن العلماء قسموا الصبر إلى:
صبر على طاعة،
وصبر عن معصية الله
وصبر على البلاء،
وصبر عن الله
وسنشرح كل نوع من أنواع الصبر على حدة، لأن الله ذكر في كتابه أنه يحب الصابرين فقال:
"وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ"..
وذكر أنه مع الصابرين فقال تعالى: "وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ "،
وذكر أنه يعطيهم ثواباً على صبرهم بغير حساب فقال: "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"..
فإذا أردت أن يكون الله معك ويحبك ويعطيك أجرك بغير حساب فهيا بنا جميعاً نتعلم
كيف نصبر فى وقت نحن نعيش فيه في أشد الحاجة للصبر على الطاعة وعن المعصية وعلى الابتلاءات..
أولاً: الصبر هو حبس وضبط النفس
فإذ قلنا إن هناك صبرا على الطاعة فنعني ضبط النفس وحبسها في الثبات على فعل الطاعات..
وتعالوا نتفق أن أوامر الله سبحانه وتعالى لنا كلها في استطاعة العبد لأن الله قال:
"لاَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"..
لكن المداومة والثبات على طاعة الله يحتاج إلى صبر على الطاعة لأكثر من سبب...
الأول: أن الطاعة قد تحتاج لبعض المجهود مثل صلاة الفجر مثلاً، ففيها استيقاظ وسط النوم على غير المعتاد
ومنا من عنده عمل أو دراسة صباحاً؛ لكنها صلاة وهي عماد الدين وفيها مغفرة لذنوب العبد
فهي عبادة عالية وهي كل يوم، ولهذا فإنها تحتاج إلى مداومة وثبات وكل هذا صبر على الطاعة.
مثلاً: الصبر على بر الوالدين مهما فعلا معنا ومهما كان تصرفهما معنا،
فنحن مأمورون بالأدب معهما وإن اختلفنا معهما، بل حتى لو أُمِرنا بمعصية الله فنحن مأمورون بالأدب
حتى في رفض طاعتهما في معصية الله فما بالك بالمشاكل اليومية العادية.
أيضاً: الصدق يحتاج إلى صبر عليه، حتى لو أدى في بعض الأحيان إلى مشاكل يمكن أن تخرج منها بالكذب، والظاهر أنك لو صدقت ستحدث هذه المشاكل، ولكي تصدق فالصدق يحتاج إلى صبر، والله مع الصابرين، والله يحب الصابرين.
بالإضافة إلى أن الطاعة قد تكون عكس الشهوة في كثير من الأحيان لأن شهوة الإنسان أن يأكل
والصوم عكس الشهوة يحتاج إلى صبر، وشهوة الإنسان أن يستريح،
ومساعدة الناس -وهي من أعظم الطاعات- عكس الراحة وهي الشهوة.
كل هذا يحتاج إلى صبر، والصبر على الطاعة يحتاج إلى استعانة بالله أن يساعدنا على هذا الصبر لأنه بعون الله يقوى المسلم على كل طاعة.
أما النوع الثاني فهو الصبر عن المعصية: والتي تكون دائماً أمام الإنسان وقد توافق شهوة أو غريزة
مخلوق بها الإنسان؛ لذلك يجب علينا أن نقدر معلومة هامة جداً:
وقد زُين لنا حب الشهوات ولم نؤمر بكبتها، لكن أُمرنا بعدم فعلها إلا في الحلال والصبر عليها
حتى يأتي هذا الحلال
شهوة حب المال.. أصبر حتى يأتي من حلال وهكذا... إذن نعلم أن الله حبب إلينا هذه الشهوات لنستمتع بها في الحلال، ولم يكبتها لنا، لذلك يجب علينا الصبر عن المعصية ومقاومة هذه الشهوات حتى يرزقنا الله إياها بحلالها.
وها هو سيدنا "يوسف" تحيطه كل أسباب المعصية، فهو شاب عازب غريب ليس في بلده، عبدٌ عند المرأة التي دعته للمعصية، وهي ذات منصب وجمال، وهي التي تطلب، وغلّقت الأبواب لتأمين فعل المعصية، ومع ذلك قال:
"معاذ الله"
فجذبته إليها، فدفعها عنه حتى يبعدها عنه:
ولما شاع أمرها وعرف نساء المدينة حبها لسيدنا "يوسف"، تكلمن عنها حتى إذا رأينه أحببنه، وصار معشوقا لكل نساء المدينة"، كل هذا وهو يقول: " قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ".
فصبر سيدنا "يوسف" على هذه الفتنة الرهيبة فكان الجزاء أن نجّاه الله منها، وأصبح بعد فترة هو سيد هذا القصر
بل سيد مصر كلها، بل واحدا من سادات الدنيا وهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
فاصبر يا أخي واصبري يا أختاه، وهيا لنخالف شهواتنا ونجاهد أنفسنا من أجل رضاء الله عنّا
ومن أجل أن يرزقنا ويوسِّع علينا من حلال نفس الشيء الذي صبرنا عن حرامه.
فإذا عرضت عليك وظيفة فيها مال حرام فاصبر حتى يأتي المال الحلال، وقلبك ممتلئ ثقة أن الله لن يضيعك.
وإذا عرض عليكِ يا أختي علاقة محرمة بشاب فاصبري حتى يرسل الله إليك الزوج الطيب الصالح
وقلبك ممتلئ بهذه الأية الكريمة: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ.."
وكن على يقين.. أن الله مع الصابرين
اما النوع الثالث فهو الصبر على ابتلاءات الدنيا:
وأحداثها العصيبة من ضيق في الرزق أو موت حبيب أو إيذاء من أحد من الناس أو تأخير الفرج،
فكل هذه ابتلاءات فيها الخير، ووراءها العطاء الكثير لو صبرنا عليها: "إن مع العسر يسرا "،
ولنتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير،
إن أصابته سرّاء شكر؛ فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر؛ فكان خيراً له"،
وكل ابتلاء مع الصبر ينقلب عطاءً، فإن الله لا يبتلي ليعذب إنما يبتلي ليهذب.
فهو رحيم وحكيم يعلم الأنسب معك فيفعله لك، ولطيف بعباده فلا يشدد عليهم فوق طاقتهم..
وكم من إنسان تعلم الدعاء واللجوء إلى الله وسط المحن، وكم من إنسان تاب ورجع إلى الله وسط المحن،
وكم من إنسان خرج من المحن وهو من غير ذنوب، وكم من إنسان ميّز بين الصاحب الصالح والصاحب السيء
أثناء المحن.
فالإنسان مثل الذهب به شوائب لا تنزل إلا إذا دخل الفرن وأُحِرق ليصبح ذهباً خالصاً غاليا جداً ونقيا جداً.
وكلكم تعلمون كيف كان هذا اختبارا للصبر وكيف كان الله معهم ونجاهم..
"إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
فلنصبر حتى يعلّمنا الله حكمته من هذه الابتلاءات التي نمر بها وكما قال "يعقوب" عليه السلام لمّا فقد ابنه:
"فَصَبْرٌ جَمِيلٌ"..
ولنختم الكلام بنوع من الصبر لا يحبه الله وهو الصبر عن الله
أن يصبر أحد منا في البعد عن الله..
أن يظل يرسل الله له مئات بل آلاف الرسائل ليأخذ بيديه وهو يقاوم ليظل بعيداً عن الله..
هو غير سعيد ومع ذلك يصبر، يشعر بالوحدة ومع ذلك يصبر.
** الصبر كالصبر في مرارته . . . لاكن عاقبه احلى من العسل
اللهم لا تجعلنا ممن يصبر في البعد عنك..
واجعلنا نصبر على طاعتك ونصبر على البعد عن معصيتك وعلى بلائك..
لتحبنا وتقف بجانبنا ومعنا، ونأخذ أجرنا في الدنيا والآخرة بغير حساب.
كان هناك مجموعة من الضفادع تنتقل من مكان لآخر وإذ باثنين منهم وقعتا فى بئر عميق وظلتا يحاولان فى الخروج لكن لا أمل ونادى الباقى لهما وظل يصرخوا فيهما بأن يستسلموا بدلا من العناء والتعب
وإذ بالأولى قد نال منها التعب واليأس وتوقفت عن المحاولات وظلت الثانية تحاول وتحاول وسط صراخ الجميع لها بأن تتوقف حتى خرجت من البئر فقالوا لها اما سمعتينا ونحن نصرخ بك
قالت انها مصابة بصمم جزئى وظنت أنهم يشجعونها على الخروج
لا تستمع لقول الآخرين عنك
نجد العظام الذين خلدوا اسماءهم فى التاريخ انهم كانوا متهمين فى عقولهم لأنهم كانوا يستحدثون جديدا غير مألوف بالنسبة لقومهم لكنهم كانوا يؤمنون بما يفعلون فتمسكوا بهدفهم ولم يلتفتوا لما يقال عنهم حتى وصلوا ونالوا ما أرادوا
كان اللعاب يسيل من فم الفأر ، وهو يتجسس على صاحب المزرعة وزوجته
وهما يفتحان صندوقا أنيقا، ويمنِّي نفسه بأكله شهية
لأنه حسب أن الصندوق يحوي طعاما
ولكن فكه سقط حتى لامس بطنه بعد أن رآهما يخرجان مصيدة للفئران من الصندوق
واندفع الفأر كالمجنون في أرجاء المزرعة وهو يصيح
لقد جاؤوا بمصيدة الفئران يا ويلنا
هنا صاحت الدجاجة محتجة
اسمع يا فرفور المصيدة هذه مشكلتك انت فلا تزعجنا بصياحك وعويلك
فتوجه الفأر إلى الخروف
وقال الحذر، الحذر ففي البيت مصيدة
فابتسم الخروف وقال
يا جبان لماذا تمارس السرقة والتخريب طالما أنك تخشى العواقب
ثم إنك المقصود بالمصيدة فلا توجع رؤوسنا بصراخك، وأنصحك بالكف عن سرقة الطعام وقرض الحبال والأخشاب
هنا لم يجد الفأر مناصا من الاستنجاد بالبقرة التي قالت له باستخفاف
آآآآآآآه... في بيتنا مصيدة
! ! يبدو أنهم يريدون اصطياد الأبقار بها
وقرر الفأر أن يتدبر أمر نفسه
وواصل التجسس على المزارع حتى عرف موضع المصيدة، ونام بعدها قرير العين
بعد أن قرر الابتعاد من مكمن الخطر
وفجأة شق سكون الليل صوت المصيدة وهي تنطبق على فريسة
وهرع الفأر إلى حيث المصيدة ليرى
ثعبانا يتلوى بعد أن أمسكت المصيدة بذيله
ثم جاءت زوجة المزارع
وبسبب الظلام حسبت أن الفأر
"راح فيها"
وأمسكت بالمصيدة فعضها الثعبان
فذهب بها زوجها على الفور إلى المستشفى حيث تلقت إسعافات أولية،
وعادت إلى البيت وهي تعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.
وبالطبع فإن الشخص المسموم بحاجة إلى سوائل، ويستحسن أن يتناول الشوربة
وهكذا قام المزارع بذبح الدجاجة
وصنع منها حساء لزوجته المحمومة
وتدفق الأهل والجيران لتفقد أحوالها، فكان لابد من ذبح الخروف لإطعامهم
ولكن الزوجة المسكينة توفيت بعد صراع مع السموم دام عدة أيام
وجاء المعزون بالمئات واضطر المزارع إلى ذبح بقرته لتوفير الطعام لهم
تذكر بأن الحيوان الوحيد الذي بقي على قيد الحياة هو الفأر
الذي كان مستهدفا بالمصيدة وكان الوحيد الذي استشعر الخطر
:: في الختام تذكر ::
,, حتى لو كـانت المشكـله التي تحدث قريباً منك لاتعنيـك فلا تستخف بهـا لآن من الممكن آن تؤثر عليك نتائجها لاحقـا ومن الآولى ان تقف مع صديقك عند الحاجه وكآنها مشاكلك ,,