أعطيت كل الناس مني الرضا * إلا الحسود فإنه أعياني
ما إنّ لي ذنباً إليه علمتُه إلا تظاهر نعمةِ الرحمنِ
وأبى فما يرضيه إلا ذلتي * وذهاب أموالي وقطعُ لساني
أيا حاسداً لي على نعمتي * أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في حكمه * لأنك لم ترض لي ما وهب
فأخزاك ربّي بأن زادني * وسدّ عليك وجوه الطلب
ولد عمر المختار من أبوين مؤمنين صالحين عام 1858م في بلدة البطنان ببرقة، وقد توفي والده وهو في طريقه إلى مكة لأداء فريضة الحج .
ومنذ مجيء الطليان إلى برقة وطرابلس حتى وقت خروجهم منها مهزومين مقهورين؛ خط الليبيون قصة كفاحهم بدمائهم وأقاموا الدليل بعد الآخر على أن الشعوب التي تعتز بعقائدها وتاريخها لا يمكن فناؤها مهما تضافرت ضدها القوى المادية التي تعتمد على البندقية والمدفع وإزهاق الأرواح، وقد انتشر في طول البلاد وعرضها خبر اعتداءات الطليان على برقة وطرابلس، وكان في مقدمة الذين خفوا لنجدة العثمانيين والالتحام مع العدو في برقة المجاهد عمر المختار، تولى عمر المختار قيادة (الجبل الأخضر) ثم أسندت إليه القيادة العامة للمجاهدين، ولم يتردد هذا البطل المغوار في قبولها، فشكل جيشا وطنيا جعل من خطته التزام الدفاع والتربص بالعدو، حتى إذا خرج الطليان من مراكزهم انقض المجاهدون عليهم فأوقعوا بهم شر مقتلة وغنموا منهم أسلابًا كثيرة؛ أمدتهم بالكثير من الأسلحة والعتاد مما كانوا في حاجة ملحة إليه .
ثم لجأ الطليان إلى محاولة زرع بذور الشقاق بين المجاهدين، كما حاولوا استمالة السيد عمر المختار نفسه وعرضوا عليه عروضًا سخية من الأموال الطائلة، وأغروه بالجاه العريض في ظل حياة رغدة ناعمة، ولكنهم لم يفلحوا، واستطاع الطليان بعد احتلال الجغبوب عام 1927م أن يقطعوا السبل بين المجاهدين في الجبل الأخضر وبرقة وبين مصر من الناحية الشرقية، وبين مراكز السنوسية الباقية في الجنوب فوضعوا المختار والمجاهدين في عزلة تامة في الشمال .
*فهل وهن المختار وضعف ووجد اليأس إلى قلبه سبيلاً ؟ كلا بل إن الأحداث لم تنل منه شيئا.. وكان يبتسم ابتسامة الواثق بربه المؤمن برسالته، بل إنه واصل الجهاد رغم الظروف والنتائج.. وفي خلال هذه الظروف السوداء القاتمة ظل يشن الغارة بعد الغارة على درنة وما حولها، حتى أرغم الطليان على الخروج بجيوشهم لمقابلته فاشتبك معهم في معركة شديدة استمرت يومين كان النصر فيها حليفه .
ولما أراد الله أن يختم له بالشهادة ذهب كعادته في نفر قليل يقدر بأربعين فارسًا، يستكشف مواقع العدو، ويتفقد مراكز إخوانه المجاهدين، ومر بواد صعب المسالك كثير الغابات، وعلمت به القوات الإيطالية بواسطة جواسيسها، فأمرت بتطويق الوادي، فما شعر المختار ومن معه إلا وهم وسط العدو، ودارت معركة، وعلى الرغم من كثرة عدد العدو واحتياطاته فقد تمكن المجاهدون من خرق صفوفه ووصلوا إلى غربي سلطنة.. ففاجأتهم قوة طليانية أخرى، وكانت ذخيرتهم على وشك النفاد، فاشتبكوا في معركة جديدة قتل فيها جميع من بقي مع المختار، وقتل حصانه أيضا ووقع عليه، فتمكن من التخلص من تحته، وظل يقاوم وحده إلى أن جرح في يده، ثم تكاثر عليه الأعداء وغلب على أمره، وأسروه وهم لا يعرفون من هو. ثم عرف وأرسل إلى سوسة، ومنها أركب الطراد إلى بنغازي حيث أودع السجن .
وجاء الطليان بالسيد عمر المختار إلى قاعة المحكمة مكبلا بالحديد وحوله الحرس من كل جانب.. وكانت محاكمة صورية شكلاً وموضوعًا، وكانوا قبل بدء المحاكمة بيوم واحد قد أعدوا (المشنقة) وانتهوا من ترتيبات الإعدام وتنفيذ الحكم قبل صدوره.. لقد استغرقت المحاكمة من بدئها إلى نهايتها ساعة واحدة وخمس عشرة دقيقة، وصدر الحكم بإعدام المختار.. فقابل ذلك بقوله : " إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ " [البقرة:156] .
وفي صباح يوم الأربعاء 11سبتمبر 1931م نفذ الطليان حكم الإعدام شنقا في الشيخ عمر المختار.. وعندما وجدوا أنه لم يمت أعادوا عملية الشنق مرة ثانية. وكأنما الرعب يملأ قلوبهم من البطل حتى وفاته، فما إن أتموا عملية الشنق حتى نقلوه إلى مقبرة الصابري بناحية بنغازي، ودفنوا جسده الطاهر في قبر عظيم العمق بنوه بالأسمنت المسلح، وأقاموا على القبر جندًا يحرسونه زمنا طويلا خوفا من أن ينقل المواطنون جثمانه الطاهر .
ولو فتح المختار لليأس قلبه, وانهزم عند أول عقبة لما انطلقت بذرة الجهاد من بعده حتى نالت ليبيا استقلالها وطردت الاستعمار الإيطالي من أرضها, وهكذا هم العظماء نفوسهم تتعلق دوما بخالقها ومن كان كذلك فلا يمكن أن يعرف اليأس إلى قلبه طريقا .
تحياتي اليكم جميعا واهديكم هذه القصة والقصائد لشيخ خلف بن دعيجأ هذا الشيخ قرات وسمعت عنه كثيرا واعجبت بافعاله ايما اعجاب كيف لا وهو ((مهودي على روس الفطر ))
ولذلك ومن شدة اعجابي به قررت ان اكتب عنه مااعرف فهو جدير بذلك ويستحق اكثر من ذلك
وقد عا ش الشيخ خلف في القرن الثالث عشر الهجري …وابن دعيجا من مشاهير عصره فقد عرف عنه الكرم والمروءة والشجاعة .
وكانت العربان تقصده من كل مكان فيقوم بواجب من يفد اليه ولم يذكر الرواة ان ابن دعيجا قد رد سائلا او لم يقض حاجة لمحتاج او لم ينجد طالب نجدة
وقد ذكره الشاعر عدوان الهربيد الشمري بقصيدته المسماة بالشيخة والتي تتضمن اربعين شاعرا فارسا والبيت التي جاء به ذكر خلف في قصيدة الهربيد هو :
وابن دعيجا اللي بيته كما الحيد ***
وابن سمير اللي بفرع الشمالي
فخلف بن دُعَيْجَا .. !قمة في الكرم ،
و الشيم ، والوفاء ، والنخوة ، ومكارم الأخلاق .
له في هذا قصص نادرة ، ومواقف متأبية إلا على مثله ، فهو مثال نادر في جيله ،
ونموذج يذكرنا بأعلام العرب الذين نتلقى أخبارهم وآثارهم التي تشبه الأساطير .
"واليكم احد فزعاته":
نزل به ( عيادة بن رخيص الشمري ) ..فبثه مابه ، وشكى وأمعن في الشكوى .
وشفع ذلك بشعر ،قال فيه:
يا راكب حــمرا تسوج الحبالى
كم ذيرت مـن راتع عند جران
تلفى خلف قل يا خلف من غدالي
فكاك ربعه يوم روغات الأذهان
لعل ما يجري لك اللي جرى لي
هم عـن المطعوم واللنوم قزان
تقطعت كـــل العرى والمدالي
أفزع لنا يا شوق مياح الأردان
فأجابه خلف بقوله:....
عياد فان اللي جرى لك جرى لي
شربت شفق ورحت عياد طميان
لوبي سباحة دوبي اسبح لحالي
لاشـك أنا باللي حـوالي بلشان
اصــبر ومـض أيامها والليالي
كم قالة كبرت وخير آمرها هان
مـــير اصتبر لا يختلف بك محالي
لما تجيك الدايرة مــثل ذا أللوان
يا ولاد مكلب فوق حـيل جلالي
ولالي بكم غير اريش العين غرضان
ولم يزل يلاحق قضيته حتى أدرك له محبوبته .....
" قصة اخرى لنخوة ابن دعيجا ":
هذا محيسن بن مشنا من المشانيه من المحيسن من الجدوع من الربشان
من القعاقعه من قبيلة الروله .
، ,قد أحب احدى بنات (احد القبائل) حباً وعشقا ،وعلق بها فلم يستطع قلبه أن يسلوها .
فلاذ بابن دعيجا ، وجعل بيته مستقراً له .. فحاول ابن دعيجا أن يقنع محيسناً بأنه هذه البنت ليست من قبيلته ،وليس له عليهم دالة ،
وأبوها أمير قبيلته ،ومن أين له أن يدركها ..وهاهو بيتي ، وإبلي وولدي ،وبندقيتي عطية لك مني فاعفني من ذلك ولكن هذا العاشق .
محيسناً أصر على أن يجعل نخوته برقبته ، وأن لا يبرح الأرض حتى يدركها له .. وقال :
يا راكب حـمراً مــن الني تبني
ومرود من غير الدفوف السنامي
ترعـى زهــر نوار رق جذبني
مرباعها ما بين شرق وشامي
تبدأ القصيدة الجاهلية بذكر الأطلال أو وصف الرحلة أو وصف الناقة وبعدها ذكر المعشوقة ، ثمّ ينتقل الشاعر إلى صلب القصيدة والغرض منها أما الحماسة والفخرأو الغزل أو المدح وغيره من أغراض الشعر الآخرى 0
وفي شعر البادية يظهر الوصف على نمط حياتهم التي يعيشونها ويظهر ذلك جليا في قصائدهم وأن اختلفت عن العصور السابقة بعض الشيء , فيصفون الناقة أو الخيل أو المعركة أو الرحلة أو غير ذلك0ويتناول الشعراء في شعرهم الكثير وفي قصائدهم يبدأون بنوع من المقدمة التي تعبر عن وصفهم وأحاسيسهم الشعرية, ومن ذلك الرجم او المرقاب0فهو تعبير صادق لتلك الحياة البدوية، ويتفاوت تعبير الشعراء في المرقاب فمنهم من يرقى للتعبير عن أحزانه ,ومنهم من يرقى للمطالعة والتوجد , ومنهم من يتباكى على الأطلال والحبيبة ,أو للتمني , وقد يكون هناك غرض آخر , وهنا تظهر قريحة الشعراء بهذا الموقف ,ويعبروا في شعرهم بهذه المقدمة عن الرجم ( المرقاب )0 والقصائد في هذا كثيرة جدا ولكن سنكتب بعضا منها وسنرى ماذا يعبر الشعراء عند الرجم أو المرقاب :
عديت راس مشمرخات الطواريق=اشقاني القلب المشقـى وشيقـي
ودموع عيني فوق خدي غواريق=على مراد النفس ويبـس ريقـي
بلاي من هـم لجـأ بالصناديـق=والقلب من قل المواشي شفيقـي
الله على بيـت نبـا بالصعافيـق=في ربعته سلك الحرير الرقيقـي
نطيت راس مشمرخات العناقي\\\ والقلب يلعب بي مثل لعبة الدوك يالله يافتاح بوب اغلاقــــــــي \\\ تفكنــــي من لابة هرجها زوك البارحه كني على عظم ساقي \\\ اقالب الجنبين عدي على شوك ونيت ونت غاضب البال شاقي\\\طريح قوم وبينهم طاح مشبوك ولا غريق بغب موج غراقي \\\ينخا وعمره بين الامواج مدروك على الذي مايتقي بالمتاقــــــي\\\يثني ورا الصابور والعج مسموك ماينعي حي وراه الفراقـــــــي\\\ولاينكره بعد الرفاقه الى اغثوك قم سو فنجال ترى البال ضاقي\\\فنجال يجلي كل هم وداكوك لمحلا مزت سبيل العراقــــي \\\اصفر يجيك بلوذت التتن مفروك ودلال بيض ماغشاهن حراقي\\\وصينيت يركض بها مثل مبروك وفنجال بن مقيس بالقناقــــــي\\\ماحط مع بنه ولا الهيل مشروك الى انطلق يشدا لدم الفلاقــــي\\\صبه لدسمين الشوارب الى جوك صبه لمن يثني خلاف السباقي\\\في ساعة تلقابها كل مزنوك صبه وعده عن خطات الهلاقي\\\يقلط على البارد ويقصر عن احوك