فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||
من حسن أخلاق العباد احترام الوقت والميعاد
من حسن أخلاق العباد احترام الوقت والميعاد
الشيخ الحسين أشقرا الحمد لله مدبر الليالي والأيام، ومصرِّف الشهور والأعوام المتفرد بالعظمة والقوة على الدوام، المنزه عن النقائص ومشابهة الأنام، قدَّر الأمُور فأجراها على أحسن نظام. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أفضل الأنام صلى الله عليه وسلم وعلى سائر آل بيته وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. عباد الله!. أقسم الله عز وجل بأوقات وأزمنة، لما لها من شأن عظيم، فقال سبحانه ﴿ وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [العصر: 1 - 3] ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ [الضحى: 1، 2]. ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ [الفجر: 1، 2]. وجعل سبحانه الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا - وجعل عدة الشهور اثني عشر شهرا - ثم حدد سبحانه وتعالى لنا مواعيد معه في كل يوم خمسة مواعيد ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103] وموعد مع الله في عيد أسبوعي ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ [الجمعة: 9]. وموعد سنوي مع الله: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]. وموعد مع الله مرة في العمر بحج بيته لمن استطاع إليه سبيلا. وموعد كل إنسان للرحيل: ﴿ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [يونس: 49]. من هنا أيها المومنون والمومنات يتبين لنا أن الحياة ليست عبثا، والمواعيد عهود وأمانات ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المؤمنون: 8].... السؤال: كيف نتعامل مع احترام المواعيد فيما بيننا؟ وكيف نريد ممن لا يلتزم بمواعيد خالقه أن يحترم مواعيد المخلوقات؟ • إن حسن أخلاق العباد رهين باحترام الوقت والميعاد، وإن احترام المواعيد سمة مميزة للمسلم الملتزم، وإن احترام المواعيد من أهم عوامل النجاح في حياة البشر، وللمواعيد المضبوطة أهمية كبرى، وربما توقفت عليها حياة أشخاص ومستقبلهم، • فلو أن طبيبا تخلف عن موعد مريضه !!!، • ولو أن الأستاذ تخلف عن موعد طلبته أو محاضرته !!!، • ولو أن سائق الناقلات تخلف عن موعد السفر !!!، • وتخلف قائد الطائرة عن موعد الرحلة !!! الخ، لسادت الفوضى وضاع الكثير من الخير. فهل أنت أيها المسلم ممن يلتزم باحترام المواعيد بدقة ؟ قال أحد الشعراء: إذا قلت في شيء نعم فأتمه فإن نعم دين على الحر واجب وإلا فقل لا تسترح وترح بها لئلا يقول الناس إنك كاذب عباد الله: إن احترام المواعيد وعدم الإخلال بها - إلا بعذر قاهر - تطمئن الناس بعضهم إلى بعض وتربي الثقة في عهودهم والتزاماتهم. وقد مدح الله تعالى نبيا كريما بالصدق في الوعد فقال عز وجل : ﴿ واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ﴾. مريم : 54 وعلق عليها الإمام القرطبي بقوله: صدقُ الوعد من خُلق النبيين والمرسلين، وخلافه: من أخلاق الفاسقين والمنافقين. كما حث صلى الله عليه وسلم على الوفاء بالوعد، وجعل من يخلف الوعد متصفا بإحدى صفات المنافق فقال عليه الصلاة والسلام. آية المنافق ثلاث : ((إذا حدث كدب، وإذا أؤتمن خان، وإذا وعد أخلف)) ص.مسلم / عباد الله - إن احترام المواعيد صفة الأنبياء والمرسلين، والالتزام بها، يحفظ الحقوق والأوقات فتحصل بها المصالح والمنافع. فكيف بالله عليكم تتحقق المصلحة لمن يأخذ موعدا بالساعة والدقيقة.. وينتظر الساعات؟ كيف تتحقق مصلحة طلاب علم ينتظرون محاضرة بموعد لا يأتي فيه المحاضر إلا بعد ساعة أو أكثر؟ • كيف يمكن أن نطالب الناس بالثقة في من تعودوا منه إهانتهم وتضييع أوقاتهم، وعدم التزامه بالمواعيد؟ • إن عدم الالتزام باحترام المواعيد يشجع العابثين وأصحاب الأهواء، ويثبط عزائم الجادين ويساهم في تخلف المجتمع بأسره. وبذلك يعتبر إخلاف المواعيد مرضا خطيرا يتطلب من المخلصين لدينهم ووطنهم التفكير في علاج ناجع بوسائل منها: 1- التربية الإيمانية. 2- المصارحة وعدم المداهنة للذين يخالفون الوعود ويتخلفون. 3- تشجيع الملتزمين ماديا ومعنويا. 4- عدم انتظار المتأخرين وإنجاز الأعمال في مواعيدها المحددة. 5- تحديد المواعيد بدقة. فاعملوا عباد الله على ترسيخ احترام المواعيد بينكم وربوا عليها أبناءكم - وعلينا يا أمة القرآن أن نسترد ما ضاع منا من القيم ليسود الصدق والوفاء وتعود الثقة إلى النفوس التي لن يتغير حالها إلا بجهد وعزيمة. ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11] واعلموا أيها المؤمنون أن الوقت غال وثمين. وقد قالوا [ الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ] فكما لا تحب أن يُضيِّع أحد وقتك، فلا تُضيِّع أوقات الآخرين - إذ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه. • نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبكلام سيد الأولين والآخرين ويغفر الله لي ولكم ولكل عبد قال آمين. الخطبة الثانية الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وأصحابه خير من صدق وأخلص ووفى. أيها المؤمنون والمؤمنات، إن على الكيّس العاقل أن يعلم أن كلا منا له موعدان - لا يمكن أن يخطئهما - ولا ينفع ندم من لم يعد نفسه لهذين الموعدين، الموعد الأول بالساعة وبالدقيقة والثانية هو: موعد الاحتضار وفراق هذه الدنيا، آنذاك يقول من فرط ﴿ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 10] فيكون الجواب ﴿ وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ﴾ [المنافقون: 11] ﴿ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 11]. والموعد الثاني موعد دخول الجنة او النار، فيقول المفرطون ﴿ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ﴾ [فاطر: 37] فيكون الجواب ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ﴾ [فاطر: 37]. أيها المسلمون: إن احترام المواعيد يربي الاحترام لوقت بعضنا البعض، ويربي فينا النظام والانضباط ويجعل لنا مكانا بين الناس، ونكون مأجورين على ذلك … وقد ربى نبينا صلى الله عليه وسلم أصحابه [رضي الله عنهم] على احترام المواعيد والوفاء بالوعود - وهذا عبد الله بن مسعود كان ( إذا وعد فقال : إن شاء الله، لم يخلف ) - وكان عمر رضي الله عنه يرتب أموره ليلا ونهارا ويقول : ( إن نمت الليل ضيعت نفسي، وإن نمت النهار ضيعت رعيتي ) هكذا كانوا فبارك الله أعمارهم وأوقاتهم - وقاموا بأعمال عظيمة في أزمان يسيرة، وعَلمُوا أن سلعة الله غالية، وسلعة الله الجنة فعملُوا لها وتاجروا وربحوا البيع - نسال الله أن يجمعنا بهم ويعيننا على الاقتداء بهم - إن الله لا يخلف الميعاد.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
08-01-2024 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: من حسن أخلاق العباد احترام الوقت والميعاد
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|