وَعِنْدَ الْوَدَاعِ
وَبَعْدَ الْفَنَاء
أُحِبُّكِ
حَتَّىَ فُؤَادِيْ تُمَزِّقُ فِيْكِ
وَأَدْمَى الْدِّمَاءَ
يَجُوْبُ الْشَّوَارِعَ
يَجْرِيَ الْيْكِ
فَكَيْفَ أَعِيْشُ وَأَيْلُولَ حُبّيْ
يَغْفُوْ بِحُزْنٍ
وَيَصْحُو بِدَاءِ
أَيَا مَنْ مَلَكْتِ دُمُوْعِيْ
فَصَارَتْ أَسَيْرَةُ لَحْظَةٍ شَوْقٍ
وَعِنْدَ مُجِيْئُكِ يَأْتِيَ الْشِتَاءْ
أكتبُ لمن
إن لم تُقلبينَ صَفَحاتَ ديواني
أحزنُ لمن
إن لم تسرقْ دمعتَكِ أحزاني
فالعشقُ بمثلكِ تتجلي مفاتِنُهُ
والعشقُ بمثلي زلزالٌ
يهزُ أركاني
أجوبُ مقابرَ الأفكارِ أنبُشها
أفتشُ عن فُتاتٍ
يُزْكي جنونَ هذياني
أصنعُ نصالَ الحرفِ بقلبي
والدمُ مسفوكاً
كي تنضجُ لأجلكِ أوزاني
ولا تُقلبينْ
ولا تَحزنينْ
يالَ بؤسي
بل يالَ قسوةِ حرماني
أبحثُ عنكِ في كُثبانِ ظنوني
تغوصُ أقدامي
وتغرقُ أناملي
ورملاتْ الشكْ تَبلُ أوجاني
صدى الأهاتِ تسافرُ
تجوبُ كل الأرضْ
ولا تسمعينْ
فتنتحرُ الأهُ
من تحتِ لساني
يال تعبي
بل يال وحشةِ النِسيانِ
سأحبكِ وسأكتمُ الحبَ بين جوانحي
علُ جمرةَ الكتمانِ بالموتِ
تكونُ خاتمةَ أحزاني
سَأَرْحَل
سَأَرْحَل إِلَى كَهْف الْصَّمْت
حَتَّى يَنْسَاب حُلْمُكِ
وَيَنْسَانِي
سَأَرْحَل..
يَا غَيْمَة تَمْتَص الْنَّدَى ..
وَتُمْطِرُه فَوْق جَبِيْنِي
حُنَيْنَا يَمْلَأ
وِجْدَانِي
سَأَرْحَل وَمَاذَا مَعِي
زَوْبَعَة وَصُمْت لَيْل
يُمَزِّق صَوْت
الْكَمَانِ
سَأَرْحَل
وَأَحْمِل فِي يَدِي حُطَام عِظَامِي
أَرَق دَقَائِق وَنَزَف ثَوَانِي
مَاذَا تُرِيْدِيْن مَاذَا
الْبَوْح عَلَى شَفَتِي وَيَخْذُلُنِي لِّسَانِي
كَأَن الْبَوْح
سَفِيْن تَائِه يَبْحَث عَن مَوَانِي
كَأَنَّه جُرْح وَاسِع
الْضَفَّتَانِ
كَأَن الْبَوْح فِي عُرُوْقِي دَم يُعَانِي
لِمَاذَا
الْرِّيَاح وَالْأَعَاصِيْر تَحْتَوِيْنِي
أَنَّنِي أَرَى صَمْت الْجَلِيد قَد
احْتَوَانِي
وَأَبْحَث بِدَاخِلِي عَن صَوْت
يُتَرْجَم مَا أَخْتَفِي فِي احْتِقَانِي
فَيَمْضِغْنِي الْأَسَى وَيَبْصِقْنِي
فِي بَحْر غَاب عَنْه
الْشُّطْآنِ
تَائِه أَنَا
كَأَنِّي أَنْظُر فِي وَجْهِي لَا أُرَانِي
أَيْن جَبِيْنِي ..أَيْن يَا مَرَايَا
بَنَانِي
أَجِبِّيْنِي..
أَمَات اللَّحْن فِي كَفِّي
وَأَغْتَال الْصَّمْت الْأَغَانِي
رَغْم انْهِزَامِي..
أَبْحَث عَن حُرُوْف أُتَرْجِمَهُا
مَعَانِي
أَجْعَلُهَا مُسْتَحِيْلَا .. أَجْعَلُهَا دَفَء
لِلْأَمَانِي
أَجْعَلُهَا ..
ذَاتِي إِذَا الْأَلْم مِن جَسَدِي
نَفَانْي
أَجْعَلُهَا..
تَحَدِّي إِذَا اغْتَال الْصَّمْت مَدِيْنَتِي
وَكَيَانِي
وَلَكِن كَيْف وَالْثَّلْج لَفَّنِي وَارْتَدَانِي
سَأَلْت..
كُل الْمُدُن ..شَوَارِع وَمَبَانِي
سَأَلْت الْلَّيْل ..الْطَّيْر..الْغَيْم ..وَالشَّفَق
الْأُرْجُوَانِي
لَا شَيْء هَدَانِي
يَا بَوْح..
ضَاعَت مِنِّي الْأَمَانِي..
وَتَاهَت مِن بَيْن أَنَامِلِي الْمَعَانِي
خَانَتْنَا كُل الْمَوَانِئ
أَبْحَرْنَا بِبَحْر مِن دُخَان
فَاعْذُرِيْنِي
عَنَاقِيْد الْحُب قِطَافُهَا مُسْتَحِيْل
فِي زَمَانِي
دَخَلْت مَدِيْنَتِك بِالْقَلَق وَجُنُوْن
عُنْفُوَانِي
ظَلَمْتُك بِخَرّيْفِي الْأَنَانِي
فَالصَّمْت خَيْر مِن رَبِيْع دَانِي
أُحِبُّكِ
أَقْرِئِيُّهَا فِي عُيُوْنِي وَدُمُوْع
أَجْفَانِ
أَقْرِئِيُّهَا ..
فِي شِفَاهِي و ارْتِعَاش لِّسَانِي
أَقْرِئِيُّهَا بِصَمْتِ ..فَالصَّمْت
أَفْصَح مِن بَيَانِي