01-29-2011
|
|
قناة الجزيرة قناة الفتنة .. إحذروها
منذ أن جاءت القنوات الفضائية الإخبارية وهي تتسابق على إثارة المواطن العربي بمختلف الطرق، بالصورة مرة، وبالكلام والهتافات و"الغوغائية" مرات ومرات.
جميع الحوادث التي عصفت بالعالم العربي جاءت التغطيات الإخبارية لها منحازة وفق رؤية رئيس تحرير الأخبار في تلك القنوات فهو الذي يقرر ما يقال وما يعرض من صور مصاحبة للخبر بل حتى من يحلل ويناقش الخبر وغالباً ما تأتي تلك التغطيات بإثارة مفتعلة وغير مسئولة.
ما جرى في تونس الأيام الماضية أعطى دليلاً قاطعاً على أن القنوات الفضائية العربية وخاصة الإخبارية منها قد تكون هي من يشعل فتيل الفوضى والشقاق بين الشعوب العربية، فالعرض المتواصل لصور المظاهرات والمواجهات بين المواطنين والشرطة وبشكل مكثف زاد من احتقان الشارع التونسي وكذلك العربي.
قناة الجزيرة من وجهت نظري أيضا هي المحرض الأول لما يحدث الآن لمصر وشعبها وما آلت إليه الأمور من مساوئ ودول بأكملها أضحت بلا أمن ولا نظام ومن يريد أن يعرف الحقيقة فعليه متابعة الجزيرة وبرامجها الآن ومتابعة القنوات الإخبارية الأخرى وسيرى الفرق الشاسع بين ما تنشره وبين ماينشر على القنوات الأخرى . الجزيرة وهي التي يحتفل بها الإعلاميون هذه الأيام ويصفونها بأنها أحد أسباب انتفاضة الشعب التونسي مارست من التجاوزات الإعلامية الشيء الكثير في تغطيتها لتلك الأحداث، وتحولت من مجرد قناة إعلامية هدفها بث الخبر إلى المتلقي بمصداقية ومحايدة إلى قناة أصبحت تلعب بعواطف ومشاعر الشعوب العربية المغلوب على أمرها أصلاً، وتحولت إلى "منبر" إعلامي سلبي هدفه الهدم وإثارة المشاكل وتأجيج الشعوب بشكل مباشر وصريح.
واليوم أقرأ خبر نقله أحد أعضاء المنتدى عن الجزيرة يفيد بقيام مظاهرات في المدينة وجدة وأن الشرطة السعودية قامت بقمع المظاهرة وإعتقال جميع المتظاهرين فهي بذلك تريد إثارة البلبلة والفتنة في أكثر من بلد وفي آن واحد وفي الأيام الماضية ومع بداية المظاهرات المصرية حاولت الجزيرة أن تثير أزمة أخرى في بلد عربي آخر وتحديدا في اليمن وكذلك في الأردن ... وهذا دور غير نزيه لا يجب أن تلعبه قناة إخبارية، وليست هذه هي المرة الأولى التي تمارس فيها نفس الدور، فبالأمس شقت صف الفلسطينين، وانتقلت إلى لبنان، وحاولت إثارة الفتن في الكويت، وقبلها مصر، وها هي تلعب دوراً مشبوهاً في تونس ومن يدري على من يكون الدور المقبل.
أنا أعرف أن ما أقوله قد لا يرضي الكثيرين ولكن ما أود إيضاحه أن الإعلام متى ما أصبح له دور مباشر في إثارة الفتن بين الشعوب فهو إعلام هدم لا إعلام تنوير وشفافية. وبالنسبة للجزيرة فإنها تمارس هذا الدور السلبي بوضوح من خلال تغطياتها للأحداث ذات الصلة بعلاقة الشعوب مع حكوماتها، تُحرض وتستفز دون إحساس بالمسئولية، وما يؤسف أنها تقوم بذلك مع شعوب دول أخرى، فهي تبث من قطر ومع ذلك لا تتورع عن التدخل في شئون غيرها من الشعوب.
يجب أن لا نبالغ في الفرح بأن التلفزيون أصبح له دورٌ في انتفاضة الشعوب لأن ذلك يعني بأن كل المجتمعات العربية تقريباً ستتعرض لعدم الاستقرار لمحدودية تفكير جزء كبير من الشعوب العربية وللعاطفة الكبيرة التي يملكها هؤلاء، ويجب ألا نحتفل بقناة يصدق عليها هذا القول(إن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها).
|