للتسلية ............حدود

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم


نلجأ أحيانا للتسلية هربا من الضغوط اليومية ,أوتناسيا لبعض الهموم والغموم, وتلطيفا للأجواء إما عن طريق المزاح للمؤانسة وإدخال

السرورعلى النفوس المتكدرة,أو عن طريق ألعاب ترفيهية ومسلية....

ولكن يجب أن نعي أن للتسلية والمزاح ضوابط تحكمهما نذكر منها ما يلي:

1 - أن لا تؤدي إلى كفر والعياذ بالله

كم رأينا من شباب يتبادلون النكت عن الرسل وأحيانا عن أسماء بعض السور وهم لا يدركون أنهم يكفرون وهم لا يشعرون.

قال سبحانه وتعالى (( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزءون))
قال ابن تيمية رحمه الله:الإستهزاء بالله ورسوله كفر يكفر به صاحبه بعد إيمانه

2 - أن لا يكون بالكذب

قال عليه الصلاة والسلام: (( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له )) رواه أبو داوود

وقد كان رسول الله يمزح ولا يقول إلا حقا

أتت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت :يا رسول الله ادع الله لي أن يدخلني الجنة فقال : يا أم فلان إن الجنة لا يدخلها عجوز فولت

تبكي فقال عليه الصلاة والسلام :أخبروها أنها لا تدخلها وهي عجوز إن الله تعالى يقول ( إنا أنشأناهن إنشاء

فجعلناهن أبكارا عربا أترابا))

3 -أن لا يكون فيه ترويع للآخرين أو السخرية منهم

كان أصحاب رسول الله يسيرون في مسير فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى نبل معه فأخذها فلما استيقظ الرجل فزع فضحك القوم فقال: ما

يضحككم فقالوا لا إلا أنا أخذنا نبل هذا ففزع فقال صلى الله عليه وسلم : لا يحل لمسلم أن يروع مسلما. ( رواه أحمد في مسنده)

وغالبا ما نرى من يمازح أصدقاءه فيأخذ أشيائهم ثم ينفجر ضاحكا عندما يرى شدة قلقهم وخوفهم.

وقد قال عليه الصلاة والسلام : لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعبا أوجادا.

4 -أن لا يؤخر عن طاعة أو عبادة لله

((إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا))

5 -أن لا ينسينا هموم أمتنا أو يشغل جل أوقاتنا

قال صلى الله عليه وسلم :لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب.

وهذا ما نشاهده للأسف جليا في مجتمعاتنا,الكثير من الشباب غائب عن قضايا أمته غارق في المعاصي يقضي وقته بين اللهو والتسلية التي

تفنن من تفنن في تطوير أشكالها فهناك المسابقات عبر الهواتف النقالة والفضائيات وغيرهما...فكان أن تبلدت مشاعر الناس ولم تعد تؤثر

فيهم الأحداث المفجعة التي يتعرض لها إخوانهم المسلمين مهما بلغت بشاعتها...

وهذا لا يعني أن السلف الصالح لم يكونوا يمزحون فقد سئل ابن عمر رضي الله عنهما: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

يضحكون ؟ قال: نعم,والإيمان في قلوبهم مثل الجبال.


اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك