درس الفقه (تمهيد في فضل التفقه في دين الله)

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين


وبعد



***الدرس الأول في الفقه***



*** تمهيد *** (1)


***فضل التفقه في الدين***


اعلموا اخواني وفقكم الله لطاعته أن التفقه في دين الله. من آكد الواجبات.وأهم المهمات.


لأنه لايمكن للانسان أن يؤدي ما أوجب الله عليه.ويترك ما حرم الله عليه.ويتقرب الى الله.


الا عن علم وبصيره.


فالعمل بدون علم يكون ضلالا. ووبالا على صاحبه. فلا بد أن يكون العمل مبنيا على علم صحيح .


وفقه في دين الله عز وجل.


ولهاذا يقول الله جل وعلا :{ وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون }.التوبه (122)


ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )) رواه البخاري (27/1).(103/4).(125/9).ورواه مسلم (95/3)من حديث أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.


فدل هاذا الحديث على أن التفقه في دين الله أمر مطلوب وواجب.


والله جل وعلا حث على التفقه في الدين فقال : (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة),


(( لولا)) معناه. الحث. ((نفر من كل فرقه )): أي من كل جماعه. لأن الناس


كلهم ما يتمكنون من التفرغ للتفقه. ولاكن يتفقه منهم أفراد.


قال الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله لأن ((طائفة)) لفظ يشمل القليل والكثير . فالواحد يسمى طائفة.


والاثنان والثلاثة وأكثر يسمى طائفة. فالطائفة تقل وتكثر.


((نفر)) يعني : اتجه الى التفقه في دين الله. في أي مكان يجده. فطلبة العلم يذهبون الى العلم. بعيدا كان أو قريبا.


(( ليتفقهوا في الدين)) يعني ليتفهموا في الدين. لأن الفقه لغة : الفهم. ومنه قوله تعالى {ولكن لاتفقهون تسبيحهم}.الاسراء (44).


وفي الشرع : معرفة أحكام الله عقائد وعمليات. وهاذا التعريف للشيخ العلامه محمد بن الصالح بن عثيمين. رحمه الله.


وقال الشيخ بن عثيمين رحمه الله. لأن الفقه في الشرع ليس خاصا بأفعال المكلفين.أو بالأحكام العمليه. بل يشمل حتى الأحكام العقائديه.


حتى ان بعض أهل العلم يقولون : ان علم العقيدة هو الفقه الأكبر. وهاذا حق. لأنك لاتتعبد للمعبود الا بعد معرفة توحيده بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.


والا فكيف تتعبد لمجهول.!


والفقه يبنى على أدلة وعلى مصادر.


أولها : كتاب الله سبحانه وتعالى.


ثانيا :سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.


ثالثا : اجماع المسلمين.

وهاذه الأصول مجمع عليها بين الأمة.


وأصل رابع مختلف فيه وهو القياس.


***فائده***


*** اذا أردت أن تكون فقيها فلابد أن تتعلم ***( علم أصول الفقه )


فتعرف مصادر التشريع الاسلامي وهي على نوعين


(1) مصادر متفق عليها وهي : (الكتاب والسنه والاجماع ويلحق بها القياس على خلاف بسيط فيه).


(2) مصادر مختلف فيها وهي : (الاستقراء والاستحسان والعرف والمصالح المرسله واجماع أهل المدينه وقول الصحابي....وغير ذلك من المصادر المختلف فيها.


ومن فوائد معرفة أصول الفقه كما قال الشيخ العلامه سعد الشثري حفظه الله.



إن تعلم العامي للأصول إجمالاً له فوائد عظيمة، من أهمها ما يأتي:



1- علم الأصول علم شرعي يحصل بطلبه مع النية الثواب الذي رتبه الشرع على طلب العلم.



2- علم الأصول يؤهل الإنسان لاستخراج الأحكام الشرعية، فينقل العامي إلى رتبة الاجتهاد.



3- علم الأصول يعطي الإنسان القدرة على فهم النصوص الشرعية.



4- علم الأصول يوضح المصطلحات العلمية التي يستخدمها العلماء في فتاواهم و مؤلفاتهم.



5- علم الأصول يجعل الإنسان يضبط كلامه و ألفاظه، بحيث يستخدم اللفظ الذي يريد معناه.


6- علم الأصول يعطي العامي الثقة في صحة الاجتهاد الذي سار عليه المجتهد الذي يتبع كلامه.


7- علم الأصول يعرف الإنسان كيف يسأل العلماء، ويعرفه من هم الذين يسألهم


وقال الشيخ العلامه صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله.في معنى قوله تعالى ((ليتفقهوا في الدين)) أي ليعرفوا أحكام الله سبحانه وتعالى من مصادرها


على أيدي أهل العلم وأهل البصيره.


ومعنى قوله تعالى : {ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم} أي أن مهمة الفقيه لا تقتصر على نفسه. بل أيضا تمتد الى غيره.


فالفقيه يجب عليه أن يفقه الناس. ويعلمهم. وينشر ما أعطاه الله من علم. ولا يختزنه لنفسه فقط.


فدل هاذا على أن الانذار. والدعوة الى الله. والأمر بالمعروف والنهي ن المنكر. لا يكون الا بعد الفقه في دين الله.


قال الشيخ العلامه صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله*** فالذي لم يتفقه في دين الله. لايصلح أن يكون معلما.


ولايصلح أن يكون داعيا. ولايصلح أن يكون آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر.اذ لابد أن يكون متفقها في دين الله


قبل أن يباشر هاذه الأعمال. حتى يكون على بصيره.



وقال النبي صلى الله عليه وسلم *** (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) ***



فدل هاذا على أن من فقهه الله في دينه فقد أراد الله به خيرا. ودل بمفهومه على أن من لم يفقهه الله في دينه



أنه لم يرد به خيرا. فهاذا دليل على فضل التفقه في دين الله عزوجل. وعلى ذم الاعراض عن التفقه في دين الله,


الى هنا نصل واياكم الى نهاية الدرس الأول *** وسوف يكون الدرس الثاني تكملة للتمهيد.


*** (في فضل تعلم الفقه)***وبعده ان شاء الله نبدأ في كتاب*** (الطهاره)***



كتبه وجمعه وأعده *** (مفرح بن قطمان رفيع التليدي)***


***اسأل الله لي ولكم العلم النافع والعمل الصالح***