درس الفقه ( أحكام الطهاره ) * (1) *

درس الفقه ( أحكام الطهاره ) * (1) *


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين . والصلاة والسلام على امام المتقين .


وعلى آله وصحبه أجمعين . وبعد .


هاذا هو الدرس الثالث من سلسلة الدروس الفقهية .


وأسأل الله أن يرزقنا وأياكم العلم النافع والعمل الصالح


*** أحكام الطهاره ***


وقبل أن أبدأ في معنى الطهاره . أذكر سبب تقديم الطهارة على الصلاة


ومناسبة البدء بالطهاره . هي أن الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم .


هي البداءة بالصلاة على الزكاة والصوم والحج . وقد جاء في الحديث الذي رواه الخمسة الا النسائي .


((مفتاح الصلاة الطهور )) والمفتاح شأنه التقديم . على ما جعل مفتاح له . والطهارة شرط الصلاة .


والشرط يتقدم على المشروط . وقدمت الطهارة بالماء على التيمم . لأنه الأصل . ثم ان الفقهاء قدموا العبادات


أهتماما بالأمور الدينيه . ثم المعاملات لضرورة الأكل والشرب واللبس ونحوها . ثم النكاح لأن شهوته تأتي


بعد الغداء . ثم الجنايات والحدود والقضاء .


قال الشيخ عبدالله البسام رحمه الله قلت : وذلك لحفظ الدين والنفس والعرض والعقل والمال . فالجنايات


سياج لكل الأبواب التي قبلها .


الطهارة . لغة : النظافة والنزاهة عن الأقذار .


الطهارة في الشرع تطلق على معنيين .


الأول : أصل . وهو طهارة القلب من الشرك في عبادة الله .


والغل والبغضاء لعبادالله المؤمنين . وهي أهم من طهارة البدن . بل لايمكن أن تقوم طهارة البدن


مع وجود نجس الشرك . قال تعالى (( انما المشركون نجس )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم .


(ان المؤمن لاينجس) . متفق عليه .


الثاني : فرع . وهي الطهارة الحسيه .


وهي ( ارتفاع الحدث وما في معناه وزوال الخبث ) .


شرح التعريف .

قوله . (أرتفاع الحدث ) .

* الحدث * هو . وصف قائم بالبدن يمنع من الصلاة ونحوها مما تشترط له الطهاره .


. ( مثاله ) رجل بال واستنجى ثم توضأ . فكان حين بوله لا يستطيع أن يصلي .


فلما توضأ أرتفع الحدث . فيستطيع بذلك أن يصلي . لزوال الوصف المانع من الصلاة .


وقوله ( وما في معناه ) . الضمير هنا يعود على (أرتفاع ) لا على ( الحدث ) .


بمعنى . وما في معنى أرتفاع الحدث . فلا يكون فيها أرتفاع الحدث . ولاكن فيها معناه .


. مثاله ( غسل اليدين بعد القيام من نوم الليل . فهاذا واجب .


ويسمى طهارة وليس بحدث . لأنه لا يرتفع به الحدث . فلو غسلت الأيدي . ما جازت الصلاة .


وأيضا لو جدد رجل وضوءه . أي توضأ وهو على وضوء فلا يكون فيه أرتفاع للحدث .


مع أنه يسمى طهاره . لأنه في معنى أرتفاع الحدث .



وقوله . ( وزوال الخبث )


. * ( الخبث ) هو النجاسة . وقيل النجاسة هي : كل عين يحرم تناولها . لا لضررها . ولا لأستقذارها . ولا لحرمتها .


قال بعض الفقهاء .


وزوال الخبث أشمل من أزالة الخبث .


فزوال الخبث وهي النجاسة . طهارة سواءا زال بنفسه . أو زال بمزيل آخر . فيسمى ذلك طهارة .


مثال على ذلك . أرض نجسة بالبول . ثم جاء عليها المطر . وطهرها . فانها تطهر بدون أزالة منا .


*** الى هنا وصلنا *** الى نهاية الدرس الفقهي . وسوف يكون الدرس القادم . بعنوان ( أقسام المياه ) .