على حواف الصمت الموجع،
حيث يختنق البوح في صدورنا،
تتسلّل الحروف كقطرات مطر خجولة،
تطرق أبواب الغيب. نكتب رسائلنا،
لا لنصل، بل لنهرب. نهرب من قيود الأسئلة،
من مرارة الانتظار، ومن جمود الجواب.
إلى مجهول…
هذا الذي لا اسم له ولا وجه،
لكنه يسكن في كلّ فكرة
عابرة وكلّ إحساس يتردد صداه
بين نبضة ونبضة. نُرسلُ إليه الكلمات
التي تخشى أن تُقال،
الأحلام التي لا تحتمل الضوء،
والأسرار التي يثقلها الصمت.
أحياناً، نكتب لا لنعرف،
بل لنُنسى. نتحدث
إلى هذا “المجهول”
وكأنه مرآتنا الوحيدة،
نراه ولا يرانا،
نشكو إليه فلا يشفق،
نعاتبه فلا يُجيب.
ومع ذلك، نواصل الكتابة،
كأننا نؤمن أن البوح ذاته غاية،
وأن وصول الرسالة
أقلّ أهمية من تحريرها.
عسى أن تكون هذه الكلمات
نافذةً تطلّ منها على ضوءٍ
يبدّد عتمة ما بداخلك.
هذه الرسالة ليست أكثر
من محاولةٍ باردةٍ لكسر
صمتٍ لم أعرف كيف أقاومه.
أكتبها وأنا أستمع إلى
همساتٍ متناقضة،
بين عقلٍ يعاتبني
وقلبٍ يطمئنني أنني بخير.
لا أملك سوى أن
أعترف بشيءٍ واحد:
هناك أوقاتٌ نكون فيها أقل
شجاعة مما نريد. نكتب،
لا لنُسمِع الآخر،
بل لنُهدئ شيئًا ما في أعماقنا.
أرجو أن تكون هذه الرسالة
صوتًا خافتًا يصل إلى قلبك
دون ضجيج، ويزرع فيه راحةً مؤقتة…
راحةٌ تشبه ضوء القمر؛ لطيفٌ لكنه
لا يُنير الطريق بالكامل.
قد لا تكون الكلمات علاجًا
لما يُثقلنا، لكنها قادرة
على أن تُبقينا واقفين.
كل ما أرجوه الآن هو
أن تجد في هذه الرسالة
بعضًا مما تحتاجه… أو ربما أكثر قليلاً.
الذي لا أعلم أين يسكن،
ولا ما هو ماضيه،
ولا كيف يكتب حروفه،
ولا أي زمان يرتدي؛
أكتب إليك هذا النداء،
على أمل أن يعثر عليه قلبك
الذي لا أراه، ولا أسمعه،
ولكنه شعورٌ عميق،
يقفز من بين سطور
الكلمات كزهرة يافعة تتفتح في الصمت.
أنت في غياهب المدى،
خلف ستارٍ من الأقدار المجهولة،
لا تدرك كيف يتراقص العالم
حولك ولا كيف يتساقط الضوء في جفونك،
ولكنني على يقين أن هناك شيئًا يجذبني إليك،
شيئًا يفوق المنطق والعقل،
مجرد نغمة في الفضاء،
أو همس في الذاكرة لا يمكن أن يُمحى.
لم ألتقِ بك بعد،
ولكنني أعيش في كل لحظة
كما لو أنني أراها عبر مرآة ما،
مرآة تلامسها آمالٌ بعيدة وأحلامٌ لامعة،
ترافقني في كل خطوة أقدم عليها.
كيف تكتمل الصورة دون أن أراك؟
وكيف تُحاك خيوط الزمن دون أن نلتقي؟
عند هذا الحد،
لا أبحث عن إجابة،
ولا أريدك أن تعرف كيف
يرنّ صوتك في أذني،
أو كيف أشعر أن خطاك
تتلاقى مع خطاي.
كل ما في الأمر أنني أكتب
إليك لأقول فقط
هناك مكان في القلب محجوز لك،
حتى قبل أن ألقاك، فهل تراه؟
قد تكون بعيدًا عني ، لا أراك متى ما أردت..
لكنني أشتاقك أكثر من الذين يرونك عن قرب،
و أحملك في أينما ذهبت، أشعر بك حتى و إن كان يفصلنا الكثير،
أعرف ما يحزنك و ما يجعلك بحال ،
أفضل...
رسالة لمجهول
الشخص المستثني
يصعب إيجاده، يصعب تركه، ويستحيل نسيانه
.
.
ميس العسل 🌷
سلمتي على فكرة الموضوع ومضمونه
وسلم لنا ذووقك في الاختيار
،
’
بارك الله فيك على المجهوود ،
كل الشكر على ماقدمت واخترت
دمت ودام عطائك ومجهودك
شاكرة لك جهودك المثمرة
والله يعطيك العافية ،,
(تم التثبيت نظرآ لانه موضوع تفآعلي🌷)
[/url]
ششششكرا ياادارة على كل شي قدمتوه لي
وكلمة شكر ماتوفيكم