تقول حضرت مؤخراً عرس إحدى القريبات..لكم أن تتخيلو الحزن الذي لفني حينها وأنا أرى الأجساد البريئة والغضة قد تعرّت
وكشفت كل ما يمكن أن يكشف صدور..ظهور..سيقان ..أكتاف!منذ متى ونحن نرضى بذلك؟!!
بل وما لمسة الجمال فيه؟!! كيف رضينا لبناتنا هذا حتى اعتادوه؟!
واأسفااااه... لم أكن أرى مناظر الأمس؛ إلا في فئة قليلة جداً من المجتمع ... لكن أن أراه في أسرنا فيا دمعة العين.. ويا حسرة القلب..
((غلت لحوم البهائم ورخصت لحوم النساء)) ⁰عبارة قرأتها عن أحد الكتاب العرب.. ⁰يالله كم هي مؤلمة هذه الحقيقة عن آفة التعري بين المسلمات..
وفي مكان هادئ ⁰ولتكن وقفة مراجعة صادقة مع نفسك⁰-كما فعلت كثير من النساء- ⁰ فالكلام مقنع وصحيح ١٠٠٪
ليكن لنا أيها الأحبة دورٌ في نصح بناتنا وأخواتنا فموسم الزواجات قد اقترب والعُري واضح..!!
لابد أن ننظر إلى لبس من ولانا الله مسؤوليتهم من بناتنا وأخواتنا وزوجاتنا قبل موعد المناسبات..
كفانا غفلةً وتضييعاً للأمانة التي سنسأل عنهايوم القيامة.. فوالله إن من الألبسة ما يستحي أن يراها من فطرته سليمة
أخشى أن يصدق علينا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه".
كنا في السابق نستنكر ولا نكاد نصدق إذا قيل لنا إن مثل هذا موجود في البلاد الأخرى، وأن هناك عرياً في الأفراح، وأن هناك رقصاً بين الرجال والنساء واختلاط،و آلات اللهو والغناء والمزامير،وأن هناك كؤوس الخمور تدار في الأفراح، والمعاصي، ثم إن الضرب بالدف ليس بسنة ولكنه رخصة؛ لأنه جاء على خلاف دليل راجح؛ لأن الأصل تحريم آلات اللهو والغناء والمزامير، وأبيح في حالة خاصة، في الأفراح خاصة بهذا الأسلوب، وبهذا الوضع الخاص، أما أن يتوسع به ويؤتى بالمطرب الفلاني، والمغنية الفلانية، والراقصة الفلانية وكأنهم في مسرح من مسارح الفسق والفجور الذي يكون فيها الخمر وغير ذلكم،
ما كنا نصدق حتى رأينا بوادر شيء من هذا، لا أقول يوجد عندنا كل هذا ولكنها مقدماتها، ويلوح من وراءها خطر محدق، وظلمة تكاد تكتسح بلادنا، فبدأ الرقص، وبدأ التفسخ في النساء، حتى إن المرأة -كما نعلم-
تخرج إلى الأفراح وليس عليها إلا قميص عليه خيط واحد يمسك بعاتقيها، أما البقية فمشقوق من جهة الصدر، وربما خرجت النهود، وكذلك الظهر عارياً، والثوب مشقوقاً إما من الأمام أو من الخلف، أو ربما تكون فساتين متشققة من جميع الأطراف،
إنما غاية ما في الأمر أن فيها تخالفاً حتى لا تبدو العورة، ولكن حينما تجلس أو يأتي الهواء تجد العورة بادية ظاهرة. ولذلك لا يجوز لأحد ولاه الله امرأة أن يرسل بها إلى مثل هذه القصور ما دام يوجد فيها شيء من هذه المنكرات، لا سيما الأطفال،
وبعض النساء تقول: أنا أذهب ولست أفعل، نعم، ولكن في الحقيقة تذهبين بقصد النظر، ويخرج أطفالك معك لهذا القصد، ثم بعد ذلك: إذا كثر الإمساس قل الإحساس، ويصبح هذا أمراً مألوفاً عند المرأة وعند بناتها، وتكبر البنت مقلدة لما رأته، بل الأم الكبيرة تفعل مثل ما فعلن؛
لأنه أضحىً مألوفاً وسهلاً على النفوس، ولم تنكره القلوب. فلنحذر جميعاً أن نسمح لبناتنا ونسائنا هذه الألبسة العارية، ولا تستجيبوا لنسائكم وضغوطاتهن وعويلهن، والله سبحانه وتعالى جعل الرجال قوامين على النساء،
فأين قوامتك أيها الرجل حينما تسارع إلى خياطة الفساتين الغالية؟ وتستجيب لمطالبهن بسبب كثرة إلحاحهن، أو تلبس بناتك الصغيرات ثياباً صغيرة، أو بنطلونات بحجة أنها صغيرة، كما قال لي البعض حينما نصحته، قال: يا شيخ إنها صغيرة، والصغيرة لا تعرف شيئاً، وعورتها مخففة ونحو ذلك من المعاذير، فقلت: نعم هي صغيرة كما قلت: ولكن تعليم الصغيرة الأخلاق والآداب الإسلامية، وإبعادها عن هذه التقاليد الوافدة التي تتنافى مع ديننا أمر متعين عليك، أما أن تنشئها منذ نعومة أظفارها وهي رضيع، ثم طفلة، ثم صبية، ثم مراهقة على هذه الألبسة الفاسخة، ثم تريد بعد ذلك أن تغير هذا المنكر بعد الكبر،
إنك لن تستطيع التغيير في الكبر إلا بصعوبة بالغة وهو أمر مجرب ومعلوم.
يقول الشاعر:
وينـــشأ ناشــــئ الفـــتـــيان فيــــــنا عـــلــى مـــا كـــان عــــوده أبــــوه
فإن عودته الخير فأبشر بالخير،
وإن عودته الشر فالحذر الحذر من أن يصيبه الشر
فأنت مسؤول عنه بين يدي الله سبحانه وتعالى. وهذا الموضوع ذو شجون وطويل، وذو حساسية في النفوس، والمؤمن عليه أن يتقي الله سبحانه وتعالى، وكل واحد منا -والحمد لله- عنده من فطرته، وأخلاقه، ومن دينه ما يكره هذا، ولكن الكثير منا يتساهل مع النساء، ويغلبنه، فعلينا تحقيق الرجولة، فإن الولي والله مسؤول بين يدي الله سبحانه وتعالى،
يقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"[التحريم:6].
فنحن ميتون اليوم أو غداً أو بعد غد، وربما تخلف –أيها العبد- هذا النشء، وقد تركته على ما هو عليه،
فما موقفك بين يدي الله حينما يسألك ربك في يوم عظيم، وحينما يتعلق بك أهلك وأولادك، وهل وقيتهم النار؟، فأنت راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، فما جوابك غداً؟!
لنعد لهذا السؤال جواباً، ولهذا الجواب صواباً قبل أن تقول يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله، فإنهن والله أمانة في الأعناق، والله ستسألون عنها، والله ستسألون عن هؤلاء الأولاد، وعن هؤلاء النساء،
فاتقوا الله في أعراضكم. وإن هناك أناساً –والعياذ بالله- يتربصون بنا الدوائر، ويريدون أن يضلونا عن سواء السبيل، ويضلوا فتياتنا، ويريدون أن يبعدوا فتياتنا ونساءنا عن تعاليم الإسلام، ويحرروهن من ضوابط الشرع وقيوده لتكون منفلتة ضائعة، والله المستعان.
نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح نساء المسلمين عامة، ونساءنا خاصة، وأن يرزقهن العلم النافع والعمل الصالح والولد البار، وأن يكفيهن شر الكائدين والمنافقين، وأن يحفظهن من الفتن ما ظهر منها وما بطن. ونسأله سبحانه وتعالى أن يصلح نياتنا وذرياتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. د. صالح بن عبد العزيز المنصور -رحمه الله -
نصيحة من القلب لكل أخ وأخت / ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (31) النور
تأمل كثيراً قوله عزوجل ( وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون)
نسأل الله أن يحفظ لنا ديننا وأهلينا وذرياتنا وأن يتوفنا وهو راض عنا ...