فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
أقْـــلآم حُـــرّة هنا القلم الحر | جميع ابداعات | الاعضاء| الشخصية| |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
البلاط الذي تبحصت عليه !!
في ليلةِ شتاءٍ شديدة البرودة ، حالكة الظلمة ، ممطرة ٌ ، والرعد والبرق في سمائها وصوت الرياحٍ يلطم جدران غرفتي المتهالكة ، جلست وقد أخذني الإعياء ، وانتابني الخوف ، وعصفت بي أمواج ما مضى وما بقي ، فكلتُ ووزنت ، وزدت ونقصت ، فقررت أن أركب على خيوط الخيال الباهتة ، فنسجت من خيوط العناكب سبلا وآمالا لأطلع على ما يدور حولي من متغيرات .. خيل لي كما يخيل للنائم أني في أرض فلاة موحشة لا تسمع فيها صوت تألفه ، ولا صديق تأمنه ، ولا ملجأ تأوي إليه ، غريبٌ وكل من حولك يتربص بك ، فأنت الصيد الثمين ، والمغنم والمطمح ، وتشعر أن من حولك يريد أن ينهش منك قطعة يرضي فضوله ، ليكون الرابح الأكبر من بين أقرانه .. كنت متعبا لدرجة أني أغفي وأنا أمشي ،وأصحوا تارة لأرى من حولي ينتظر تلك اللحظة التي أسقط فيها لينال مني ، ولكني أُقاوم كل المتاعب ليسلم لي أعز ما أملك روحي الغالية .. لم يخطر ببالي أني سأكون ضيف شرف في وادي الصداقة الذي تحفه أنواع المجاملات وتزينه تلك البسمات المفتعلات ، تبسم يظهر أنياب المفترس الغادر ،ولعاب المتحفز ، ونظرات المتربص ، لأخرج من هذا الوادي حامدا ربي على سلامة أعز ما أملك .. خرجت من ذلك الوادي لبلاد أُناسها متقلبون ومتناقضون في أقوالهم وأفعالهم فتراهم كل يوم على هيئة ، ثيابهم تطول وتقصر ، ولحاهم تبيض وتسود وتزيد وتنقص ،مشائخ زمانهم ، وعلماء عصرهم ، العلم منهم براء ، ولا يوجد منهم ولاء .. صليت معهم أو عليهم لا فرق عندي لأغادر بلادهم وأنا أتفقد عقلي أما زال معي أو أنه بقي يرتل بتراتيلهم .. ما أن فارقتهم إلا ووجدت بحولهم وليس بعيدا عنهم مشائخ من نوع آخر ، لا يسمع لهم رأي ، ولا ينفذ لهم أمر ، يغردون خارج السرب ، كأنهم وحيدون ، تجالسهم فتشعر بقلة مناصريهم ، وكثرة مناهضيهم ، ولكنهم متمسكون بتلك القشة حتى لا يغرقوا ، وحالهم يقول (ربنا عليك توكلنا فأنت نعم المولى ونعم النصير ) مع برودة تلك الليلة انقشع عني غطائي فتجمدت أطرافي ،وفقت على صوت ململتي ورعشت أطرافي ، فوجدت نفسي في وسط الغرفة على بلاطها دون غطاء ولا فراش تحتي، أصارع نفسي بنفسي ، لأدرك من تلقاء نفسي أن المثالية معدومة في زماننا في كل شيء ، ومن يبحث عنها سيجد نفسه تصارع على بلاط كمثل البلاط الذي تبحصت عليه .. بقلم / العليلي الحر .. |
12-27-2012 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: البلاط الذي تبحصت عليه !!
|
|
|