فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||
من أقوال السلف في فضائل التوحيد وفوائده
من أقوال السلف في فضائل التوحيد وفوائده
فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشوير الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد: فللسلف رحمهم الله أقوال كثيرة في فضائل التوحيد وفوائده، اخترت بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع. التوحيد أعظم أسباب شرح الصدر: قال الإمام ابن القيم رحمه الله: أعظم أسباب شرح الصدر: التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه، قال الله تعالى:﴿ أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ ﴾ [الزمر: 22] وقال تعالي: ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الأنعام: 125] فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر...والتوحيد يفتح للعبد باب الخير والسرور واللذة والفرح والابتهاج....ويُفتح له باب السعادة والخير بالتوحيد. التوحيد يقوي الإيمان: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: كلما قوي التوحيد في قلب العبد، قوي إيمانه وطمأنينته وتوكله ويقينه. التوحيد يطرد الشيطان: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وحيث قوي الإيمان والتوحيد ونور الفرقان وظهرت آثار النبوة والرسالة ضعفت هذه الأحوال الشيطانية. وقال: التوحيد يطرد الشياطين؛ ولهذا حمل بعضهم في الهواء، فقال: لا إله إلا الله، فسقط. وقال: الكهانة كانت ظاهرة كثيرة بأرض العرب، فلما ظهر التوحيد هربت الشياطين. التوحيد يعين على الصبر على أذى الخلق: قال الإمام ابن القيم رحمه الله: للعبد عشرة مشاهد فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه:... المشهد الحادي عشر: وهو أجل المشاهد وأرفعها: مشهد التوحيد، فإذا امتلأ قلبه بمحبة الله تعالى، والإخلاص له ومعاملته، وإيثار مرضاته، والتقرب إليه، وقرَّت عينه بالله، وابتهج قلبه بحبه والأنس به، واطمأن إليه، وسكن إليه، واشتاق إلى لقائه، واتخذه وليًّا من دون ما سواه، بحيث فوَّض إليه أموره كلها، ورضي به وبأقضيته... فإنه لا يبقى في قلبه متسع لشهود أذى الناس له البتة، فضلًا عن أن يشتغل قلبه وفكره وسرُّه بطلب الانتقام والمقابلة. التوحيد يخفف المكاره ويهون الآلام: قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: التوحيد...من فضائله: أنه يُخفِّفُ على العبد المكاره ويهوِّنُ عليه الآلام، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان، يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرحٍ ونفسٍ مطمئنةٍ، وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة. الشفاعة تُنالُ بتجريد التوحيد: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: «أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله»، سِر من أسرار التوحيد، وهو أن الشفاعة إنما تنال بتجريد التوحيد، فمن كان أكمل توحيدًا، كان أحرى بالشفاعة، لا أنها تنال بالشرك الشفيع كما عليه أكثر المشركين. قال العلامة السعدي رحمه الله: التوحيد...من فضائله:أن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه. التوحيد يجلب الأمن والهداية: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: التوحيد حصن الله الأعظم، الذي من دخله كان من الآمنين. قال العلامة عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله: لا يحصل الأمن التام والاهتداء التام إلا لمن لم يلق الله بكبيرة مُصِرًّا عليها، فأما إن كان للموحِّد ذنوب لم يتُبْ منها، حصل له من الأمن والاهتداء بحسب توحيده، وفاته منه بقدر معصيته. قال العلامة السعدي رحمه الله: التوحيد...من فضائله: أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة. قال العلامة ابن باز رحمه الله: التوحيد الخالص في ضمنه التوبة من المعاصي والسيئات، فيحصل له الأمن التام، والهداية الكاملة، أما إذا كان قد تلطَّخ بالمعاصي، يكون توحيده ناقصًا، فيكون أمنه ناقصًا، فالكل بالكل، والبعض بالبعض. قال العلامة العثيمين: إن الموحِّدين لهم الأمن وهم مهتدون كما قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82]. قال الشيخ محمد جميل زينو: فائدة التوحيد الأمن في الآخرة من العذاب المؤبد، والهداية في الدنيا، وتكفير الذنوب، قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾ [الأنعام: 82] بظلم؛ أي: بشرك. التوحيد مفتاح الجنة: قال العلامة ابن القيم رحمه الله: لا يدخل الجنة نفس مشركة، وإنما يدخلها أهل التوحيد، فإن التوحيد هو مفتاح بابها، فمن لم يكن معه مفتاح لم يفتح له بابُها. التوحيد الكامل يغفر الذنوب: قال الإمام ابن القيم رحمه الله: يُعفى لأهل التوحيد المحض الذي لم يشوبوه بالشرك، ما لا يُعفى لمن ليس كذلك، فلو لقي الموحِّد الذي لم يشرك بالله شيئًا البتة ربَّه بقراب الأرض خطايا أتاه الله بقرابها مغفرة، ولا يحصل هذا لمن نقص توحيده. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: من أسباب المغفرة: التوحيد، وهو السبب الأعظم، فمن فقده فقد المغفرة، ومن جاء به فقد أتى بأعظم أسباب المغفرة...فمن جاء مع التوحيد بقُراب الأرض وهو ملؤها أو ما يقارب ملأها خطايا، لقيه الله بقرابها مغفرة لكن هذا مع مشيئة الله عز وجل، فإن شاء غفر له، وإن شاء أخذه بذنوبه، ثم كان عاقبته ألَّا يُخلَّد في النار، بل يخرج منها، ثم يدخل الجنة، فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله تعالى فيه، وقام بشروطه بقلبه ولسانه وجوارحه، أو بقلبه ولسانه عند الموت أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب كلها، ومنعه من دخول النار بالكلية. فمن تحقق بكلمة التوحيد قلبه أخرجت منه كل ما سوى الله محبةً، وتعظيمًا، وإجلالًا، ومهابةً، وخشيةً، ورجاءً، وتوكلًا، وحينئذٍ تُحرقُ ذنوبه وخطاياه كلها، ولو كانت مثل زبد البحر، وربما قلبتها حسنات،...فإن هذا التوحيد هو الإكسير الأعظم، فلو وضع منه ذرة على جبال الذنوب والخطايا لقلبها حسنات. قال الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: كثرة ثواب التوحيد عند الله...وتكفيره مع ذلك للذنوب... قال العلامة سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمه الله: سعة كرم الله، وجوده، ورحمته، حيث وعد عباده أن العبد لو أتاه بملء الأرض خطايا، وقد مات على التوحيد فإنه يقابله بالمغفرة الواسعة التي تسع ذنوبه. قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: التوحيد يكفر الذنوب، وهذا من أجلِّ فوائد التوحيد، حيث أخبر أن العبد لو عمل من الذنوب ما يقارب ملء الأرض، ثم خُتِمَ له بالتوحيد الخالص السالم من الشرك، فإن الله تعالى يغفر له تلك الذنوب، ويتلقَّاه برحمته. قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ: التوحيد...من أعظم فضله: أنه به تكفر الذنوب...ومن أتى بذنوب عظيمة، ولو كانت كقراب الأرض خطايا، يعني كعظم وقدر الأرض خطايا، ولكنه لقي الله لا يشرك به شيئًا، لأتى الله ذلك العبد بمقدار تلك الخطايا مغفرة، وهذا لأجل فضل التوحيد، وعظم فضل الله جل وعلا على عباده بأن هداهم إليه، ثم أثابهم عليه. التوحيد يخرج من القلب الخوف من الخلق: قال ابن القيم رحمه الله: إذا جرد العبدُ التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه وكان عدوُّه أهون عليه من أن يخافه مع الله تعالى... والله يتولى حفظه والدفع عنه. قال العلامة السعدي رحمه الله: التوحيد...من أعظم فضائله: أنه يحرر العبد من رقِّ المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي. التوحيد يعين على فعل الطاعات وترك المنكرات: قال العلامة السعدي رحمه الله: التوحيد... من فضائله: أنه يسهل على العبد فعل الخيرات وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات، فالمُخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي، لما يخشى من سخطه وعقابه. قال العلامة العثيمين رحمه الله: التوحيد...أكبر دعامة للرغبة في الطاعة؛ لأن الموحِّد يعمل لله سبحانه وتعالى، وعليه فهو يعمل سرًّا وعلانية، أما غير الموحد كالمرائي مثلًا، فإنه يتصدق، ويُصلي، ويذكر الله إذا كان عنده من يراه فقط. التوحيد من تمسك به ونصره ملك البلاد والعباد: قال المؤرخ عثمان بن عبدالله بن بشر رحمه الله: لما وصل الشيخ [الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله] إلى الدرعية نزل عند...ابن سويلم، فلما دخل على ابن سويلم ضاقت عليه داره، خوفًا على نفسه من محمد بن سعود، فوعظه الشيخ، وسكَّن جأشه، وقال: سيجعل الله لنا ولكم فرجًا ومخرجًا. محمد بن سعود...قذف الله سبحانه في قلبه...محبة الشيخ ومحبة ما دعا إليه...وقال له: أبشر ببلاد خير من بلادك وبالعز والمنعة. فقال له الشيخ: وأنا أبشرك بالعز والتمكين والنصر المبين، وهذه كلمة التوحيد التي دعت إليها الرسل كلهم، فمن تمسَّك بها وعمل بها، ونصرها، ملك بها العباد والبلاد. التثبيت والاستقامة والموت على خير: قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ: التوحيد...من فضله أن الله عز وجل يثبت صاحب التوحيد، والمخلص لله عز وجل فيستقيم على الهدى، ويموت على خير حال. فضائل متفرقة للتوحيد: قال العلامة السعدي رحمه الله: من فضائله: أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة، ودفع عقوبتهما ومن أجلِّ فوائده أنه يمنع الخلود من النار. إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل. وأنهُ إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية. ومنها: أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه. ومن أعظم فضائله: أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله، كملت هذه الأمور وتمت. ومنها: أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان، وجعله من الراشدين. ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء: أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققًا كاملًا بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيرًا، وتُضاعف أعماله وأقواله بغير حصرٍ ولا حسابٍ، ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تُقابلها السموات والأرض وعمَّارها من جميع خلق الله. ومن فضائله: أن الله تكفَّل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا، والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى، وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال. ومنها: أن الله يدفع عن الموحِّدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة، ويمنُّ عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره. التوحيد... مشتمل على صلاح القلوب وسعتها ونورها وانشراحها وزوال أدرانها، وفيه مصالح البدن، والدنيا، والآخرة. وكل خير في الدنيا والآخرة، فهو من ثمرات التوحيد.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-29-2024 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: من أقوال السلف في فضائل التوحيد وفوائده
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
«
الموضوع السابق
|
الموضوع التالي
»
الساعة الآن
|