فعاليات متجدده وممتعه عبر صفحات منتدانا الغالي |
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||
الشكر أهميته أنواعه درجاته ثماره
(..أهمية الشكر.. أنواع الشكر .. درجات الشكر .. ثمار الشكر ..)
(.. أهمية الشكر ..) أحد أسس الدين: مما يدل على أهمية الشكر أنه أحد الأسس التي بني عليها الدين يقول ابن القيم -رحمه الله-: مبنى الدين على قاعدتين الذكر والشكر ثم يدلل -رحمه الله- على ذلك بقوله تعالى: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} [البقرة: 152] وبقوله-صلى الله عليه وسلم- لمعاذ- رضي الله عنه- «والله إني لأحبك فلا تنسى أن تقول دبر كل صلاة اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» ويقول: وليس المراد بالذكر مجرد الذكر اللسان بل الذكر القلبي واللساني وذكره يتضمن ذكر أسمائه وصفاته، وذكر أمره ونهيه وذكره بكلامه، وذلك يستلزم معرفته والإيمان به وبصفات كماله ونعوت جلاله والثناء عليه بأنواع المدح وذلك لا يتم إلا بتوحيده فذكره الحقيقي يستلزم ذلك كله ويستلزم ذكر نعمه وآلائه وإحسانه إلي خلقه. ويقول -رحمه الله-: وأما الشكر فهو القيام بطاعته والتقرب إليه بأنواع محابه ظاهرا وباطنا وهذان الأمران هما جماع الدين فذكره مستلزم لمعرفته وشكره متضمن لطاعته وهذان هما الغاية التي خلق لأجلها الجن والإنس والسموات والأرض ووضع لأجلها الثواب والعقاب وأنزل الكتب وأرسل الرسل.... * يرضاه الله تعالى: ومما يدل على أهمية الشكر أن الشكر من أهم الأسباب لحصول رضا الرب تبارك وتعالى فالشكر يرضاه الله سبحانه وتعالى: {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزمر: 7]. فالشكر يرضاه الله- عز وجل- لعباده لأن النفع حاصل لهم بالشكر، فقوله تعالى: {وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} أي يرض الشكر لآجلكم ومنفعتكم لأنه سبب لفوزكم بسعادة الدارين لا لانتفاعه تعالى به، وإنما قيل لعباده لا لكم لتعميم الحكم. * الأمن من عذاب: قال تعالى: {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً} [النساء: 147]. فالشكر آمان من عذاب الله، فالشاكر يحصل له الآمان من عذاب الله تعالى بخلاف المنافق المعرض لعذاب الله-عز وجل- يقول بن جرير-رحمه الله- في معنى الآية: ما يصنع الله أيها المنافقون بعذابكم إن أنتم تبتم إلى الله ورجعتم إلى الحق الواجب لله عليكم فشكرتموه على ما أنعم عليكم من نعمه في أنفسكم وأهاليكم وأولادكم بالإنابة إلى توحيده والاعتصام به وإخلاصكم أعمالكم لوجهه، والإيمان برسوله-صلى الله عليه وسلم- فإن أنتم شكرتم له على نعمه وأطعتموه في أمره ونهيه فلا حاجة به إلى تعذيبكم بل يشكر لكم ما يكون منكم من طاعة له، وشكر بمجازاتكم على ذلك بما تقصر عنه أمانيكم ولم تبلغه آمالكم (.. أنواع الشكر ..) والشكر على ثلاثة أنواع هي: - شكر القلب: وهو تصور النعمة. - وشكر اللسان: وهو الثناء على المنعم، ومنه قوله -صلى الله عليه وسلم-: «أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمُد لله» ومن الشكر باللسان التحدث بنعمة الله تعالى عليك فعن النعمان بن بشير-رضي الله عنه- قال قال النبي -صلى الله عليه وسلم- على المنبر: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله -عز وجل- والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر والجماعة رحمة والفرقة عذاب» - وشكر الجوارح: وهو مكافأة النعمة بقدر استحقاقه بمعنى استعمالها فيما خلقت له. ومنه قوله تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً} [سبأ: 13] يقول القرطبي -رحمه الله - قال الزهري: اعملوا آل داود شكرا أي قولوا الحمد لله وشكرا نصب على جهة المفعول أي اعملوا عملاً هو الشكر، وكأن الصلاة والصيام والعبادات كلها هي في نفسها الشكر إذا سدت مسده فحقيقة الشكر الاعتراف بالنعمة للمنعم، واستعمالها في طاعته، والكفران استعمالها في المعصية، بمعنى أن العبادات وخاصة البدنية هي شكر الجوارح ويقول ابن القيم-رحمه الله-: وحقيقة الشكر في العبودية هي ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناء واعترافا، وعلى قلبه: شهودا ومحبة، وعلى جوارحه: انقيادا وطاعة * مبنى الشكر: يبنى الشكر على خمسة قواعد يدور عليها الكلام في الشكر: وأول هذه القواعد هي خضوع الشاكر للمشكور. والثانية: الحب للمشكور. والثالثة: اعتراف الشاكر بنعمة المشكور. الرابعة: ثناء الشاكر عليه. والخامسة : استعمال هذه النعم فيما يرضيه، وعدم استعمالها فيما يكره جاء في تاج العروس: الشكر مبني على خمس قواعد: خُضُوع الشاكرِ للمَشْكُورِ وحُبه له واعترافه بنعمتهِ والثناء عليه بها وأن لا يَسْتَعْمِلها فيما يكره هذه الخمسة هي أساسُ الشُّكْرِ وبناؤه عليها فإن عَدمَ منها واحدة اختلت قاعدةٌ من قواعد الشُّكرِ (.. درجات الشكر ..) والشكر على ثلاث درجات ذكرها العلامة ابن القيم -رحمه الله- نوجزها بما يلي: * الدرجة الأولى: الشكر على المحاب وهذا شكر تشاركت فيه المسلمون واليهود والنصارى والمجوس ومن سعة رحمة -الباري سبحانه-: أن عده شكرا ووعد عليه الزيادة وأوجب فيهالمثوبة وحقيقة هذا الشكر: الاستعانة بنعم المنعم على طاعته ومرضاته: ومن خلال هذا تعلم أن هذه الدرجة من درجات الشكر أختص بها أهل الإسلام، وأن حقيقة الشكر على المحاب ليست لغيرهم. نعم لغيرهم منها بعض أركانها وأجزائها كالاعتراف بالنعمة والثناء على المنعم بها فإن جميع الخلق في نعم الله، ولا شك أن كل من أقر بالله ربا، وتفرده بالخلق، والإحسان فإنه يضيف نعمته إليه، لكن الشأن في تمام حقيقة الشكر وهو الاستعانة بها على مرضاته، وهذا مما أختص به أهل الإسلام * الدرجة الثانية: الشكر في المكاره: وهذا الشكر أشد وأصعب من الشكر على المحاب، وهذا الشاكر أول من يدعى إلى الجنة، ولهذا كان فوقه في الدرجة وهذا الشكر لا يكون إلا من أحد رجلين: إما رجل لا يميز بين الحالات بل يستوي عنده المكروه والمحبوب فشكر هذا: إظهار منه للرضى بما نزل به وهذا مقام الرضى. الرجل الثاني: من يميز بين الأحوال فهو لا يحب المكروه ولا يرضى بنزوله به، فإذا نزل به مكروه شكر الله تعالى عليه فكان شكره كظما للغيظ الذي أصابه، وسترا للشكوى، ورعاية منه للأدب وسلوكا لمسلك العلم فإن العلم والأدب يأمران بشكر الله على السراء والضراء فهو يسلك بهذا الشكر مسلك العلم، فشكره لله شكر من رضي بقضائه كحال الذي قبله فالذي قبله أرفع منه. وإنما كان هذا الشاكر أول من يدعى إلى الجنة: لأنه قابل المكاره التي يقابلها أكثر الناس بالجزع والسخط وأوساطهم بالصبر وخاصتهم بالرضى فقابلها هو بأعلى من ذلك كله وهو الشكر فكان أسبقهم دخولا إلى الجنة وأول من يدعى منهم إليها * الدرجة الثالثة: أن لا يشهد العبد إلا المنعم. فإذا شهد المنعم عبودية: استعظم منه النعمة، وإذا شهده حبا: استحلى منه الشدة، وإذا شهده تفريدا: لم يشهد منه نعمة ولا شدة، يستغرق صاحبها بشهود المنعم عن النعمة فلا يتسع شهوده للمنعم ولغيره وهم على ثلاثة أقسام: أصحاب شهود العبودية: وهي مشاهدة العبد للسيد بحقيقة العبودية والملك له، وأصحاب شهود الحب، وأصحاب شهود التفريد، ولكل قسم من هذه الأقسام حكم وتفاصيل، تنظر في موطنها حتى لا يطول بنا المقام. (.. ثمار الشكر ..) وثمار الشكر التي يجنيها الشاكر في الدنيا والآخرة كثيرة، ولعل من أهمها: - الشكر من كمال الإيمان وحسن الإسلام فهو نصف الإيمان. - الشكر اعتراف بالمنعم والنعمة. - سبب من أسباب حفظ النعمة بل من الزيادة فيها. - لا يكون الشكر باللسان فقط بل يكون بالجوارح والأركان. - من أسباب كسب المؤمن رضا الرب تبارك وتعالى. - فيه دليل على سمو النفس وعلوها. - الشكور قرير العين، يحب الخير للآخرين، ولا يحسد من كان في نعمة * ومن فوائد وثماره أيضاً: - أن الشكر يجعل صاحبه من أهل خواص عباد الله وقليل ما هم. - الجزاء الحسن على الشكر. - الاعتبار بآيات الله، والانتفاع بها. - حصول الآمان من عذاب الله-عز وجل-. - الاقتداء بالأنبياء الكرام فهم أهل الشكر، وغير ذلك من الفوائد والثمار. ومن خلال ما سبق بيانه نعلم أن الشكر من أهم أعمال القلوب، التي هي محل نظر الله تعالى، فالشكر عندما يملأ القلب، يجعل هذا القلب عامراً بالإيمان وعمل الصالحات والله نسأل أن يجعلنا من الشاكرين الذاكرين الحامدين له سبحانه وتعالى، الفائزين في الدنيا والآخرة
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
آخر تعديل ابو فواز يوم
12-17-2019 في 01:01 AM.
|
12-17-2019 | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: الشكر أهميته أنواعه درجاته ثماره
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|